ضربة مصرية روسية للدولار.. ماذا فعلت القاهرة وموسكو بالعملة الأمريكية
تتحرك دول العالم، حاليا لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية هربا من التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعد ما وجهت هذه الأزمات تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي خاصة الأسواق الناشئة، بالتزامن مع اتجاه الفيدرالي الأمريكي إلى رفع الفائدة أكثر من مرة في وقت سابق، ليتسبب في أزمة عالمية بـ الدولار، حيث تمكن الولايات المتحدة من سحب عملتها من السوق العالمية في محاولة منها لامتصاص معدلات التضخم.
التعامل بالجنيه والروبل
وكرد فعل لسياسة التشديد النقدي الأمريكي، تحركت الدول لإيجاد عملات بديلة للأخضر، لتخفيف الضغط على العملة الأمريكية في التبادل التجاري، ونفذت بالفعل بعض الدول معاملات تجارية بالعملات المحلية وعلى رأس هذه الدول، روسيا والهند والصين، والبرازيل، وبالتزامن مع ذلك أكد رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي، للأسواق المالية أناتولي أكساكوف، أن مصر وروسيا تجريان تعاملات تجارية بالعملات الوطنية، كما أن موسكو تجري محادثات بهذا الشأن مع أبو ظبي.
وأكد أكساكوف، خلال تصريحات لوسائل إعلام روسية، على هامش مشاركته في منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، أن روسيا لديها تعاملات تبادل تجاري مع مصر بـ الجنيه والروبل، ويتم إجراء مباحثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الشأن، مؤكدا أن نسبة الدولار في التبادل التجاري العالمي انخفضت من 70% إلى 60%.
وتوقع أن تتجه دول العالم إلى العملات الوطنية في التبادل التجاري، مع روسيا بسبب سياسات العقوبات الأمريكية الجائرة – على حد وصفه – ، مشيرا إلى أن 70% من تعاملات روسيا مع إيران تنفذ بالعملتين الوطنية.
تخفيف الضغط على الدولار
في هذا الصدد، قال كريم رضوان، الباحث والمحلل الاقتصادي، إن اتجاه مصر وروسيا لإتمام التبادل التجاري بالعملات المحلية، والجنيه والروبل، يأني في إطار تنويع سلة العملات والاعتماد على عملات أخرى غير دولار، نظرا للتحديات التي تفرضها العملة الأمريكية، من نقص عالمي، وتفاوت في سعر الصرف، وبالتالي يجب إيجاد بديل للدولار، وأيضا توفير الدولار وتحقيق حصيلة منه عبر التصدير أو الاستثمارات أو إيراد السياحة وقناة السويس، ولكن هذه المدخلات رغم التحسن فيها إلا أنها لم تسد الفجوة بين الإيراد والصرف.
وأضاف رضوان، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن مصر، في إطار تخفيف الضغط على الدولار، تعمل على تنويع سلة العملات في المعاملات التجارية، وتستغل فكرة موقف روسيا والعزلة المفروضة عليها من الغرب وأوروبا بسبب الحرب الأوكرانية، بينما تسعى روسيا في البحث عن إتمام معاملاتها الاقتصادية والتي ليسب بالقليلة من الاقتصاد العالمي، بالروبل والعملات المحلية للدول، مشيرا إلى أن روسيا تمتلك ثلثي إنتاج الحبوب العالمي، وكميات كبيرة من الذهب والغاز، وبالتالي مؤثرة في الاقتصاد العالمي.
صحف الكويت| وزير الخارجية السوري يزور مصر.. وروسيا ترفض تصرفات أمريكا الاستفزازية في الحسكة.. و15.6 مليار دولار لأوكرانيا
عملات جديدة.. مصر تتخلى عن الدولار الأمريكي في التجارة مع الهند وروسيا
وأشار إلى أن مصر عندما تستورد من روسيا السلع بالجنيه، أو الروبل، فهذا سيخفف الضغط على الدولار، وسيحقق مكاسب لمصر وروسيا معا، ويعزز النقد الدولار داخل الاقتصاد.
التبادل التجاري بين مصر وروسيا
واختتم: إن التبادل التجاري بين مصر وروسيا بالجنيه والروبل، يفيد البلدين من الناحية الاقتصادية، ولكن تأثير على الدولار نفسه لن يكون كبيرا كما يتوقع البعض، لأن الدولار سيظل مهيمنا على الاقتصاد العالمي لبعض الوقت.
كريم رضوان – الباحث والمحلل الاقتصادي
كان رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي، تحدث بشأن إطلاق الروبل الرقمي، قائلا: “أقررنا قانونا بالقراءة الأولى حول الروبل الرقمي، وهذه العملة ستظهر في النصف الثاني من العام الجاري”، وأضاف أنه “يمكننا مساعدة الدول العربية والصديقة عبر إنشاء العملات الوطنية الرقمية”.
ويعقد المنتدى في الفترة من 14 وحتى 17 يونيو 2023، وسيركز الحدث الدولي على القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحديات التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم ككل.
ويعد المنتدى منصة فعالة لتبادل الآراء والخبرات بين صانعي السياسة والمسؤولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم، وينعقد المنتدى وجها لوجه مع مراعاة قواعد الوقاية الصحية وباستخدام التقنيات الرقمية الحديثة.