المكتب الثقافي المصري بالكويت يقيم ندوة لمناقشة ديوان ( لعلى أبلغ الأسباب ) للشاعر شريف رشاد
أقام المكتب الثقافي المصري بدولة الكويت تحت رعاية سفير جمهورية مصر العربية أسامة شلتوت ندوة لمناقشة ديوان ( لعلى أبلغ الأسباب ) للشاعر شريف رشاد .
اقرأ أيضاً.. ندوة لاتحادي كتاب مصر والكتاب العرب عن تاريخ محمد علي باشا ونشأته
قدم الاستاذ سعيد عبد الرسول مدير المكتب الثقافي بدولة الكويت الشكر للسفير أسامة شلتوت لرعايته لكافة الأنشطة الثقافية خلال الفترة الماضية فمثل هذه الفعاليات الثقافية تنقل الخبرات الفنية للمثقفين العرب حول مفهوم نقل الخبرات الفنية بين الشعراء وتكون مجال خصب لطرح العديد من الأفكار الفنية التي تعمل على ابراز الدور الثقافي بين الشعوب .
كما أعرب عبد الرسول عن سعادته لاستضافة العديد من الشعراء والمثقفين من دولة الكويت الشقيقة وجمهورية مصر العربية، حيث لمس مدى تأثير هذه الفعالية على ترسيخ مفهوم لغة الحوار الشعري من خلال المشاركة الفنية لمناقشة هذا الديوان الشعري وأثره على وربط مفهوم اللغة بين الشعوب المختلفة وتمازج الثقافات في تعاون مشترك ورحب بالتعاون مع المبادرات الهادفة التي تخدم المجتمع.
من جانبه ناقش الأستاذ الدكتور مصطفي عطية ديوان لعلى ابلغ الأسباب قائلا أن تجربة الشاعر شريف رشاد تميزت بكونها تقدم عوالم شعرية فريدة، تنأى عن النظرات والرؤى التقليدية التي اعتدادها الشعراء، فهو ما بين أنسنه الأشياء في الوجود (الماديات، وسائر الكائنات)، وما بين تخيل سماء افتراضية، يعيش تحتها، ويرى الناس من خلالها، أو يقدم رؤية شعرية عن الهاتف النقال، وكارت الذاكرة، وكيف أن الحواسيب والهواتف النقالة أضحت بديلا عن التواصل الإنساني المباشر، وقد تتفاجأ عندما تقرأ قصيدة عن اليوجا، وتكتشف أن الشاعر يشاهد الأفق متشقلبا، ويصوغ حكمة عن الناس في هذا الوضع، وتجد أيضا قصيدة عن مذكرات بائع متجول، حياته في الشارع، تحت المصابيح وعلى الأرصفة، أو قصيدة عن بائع العرقسوس، يرصد فيها شعرا سردية هذا الرجل بملابسه المتميزة، والإناء الكبير الذي يحمله على صدره، وبيده صاجات يرن بها، ويغوص الشاعر في الجانب الإنساني لبائع العرقسوس، وما يحمله من هموم.
كما أوضح أن الملمح الجمالي الأبرز عند شريف رشاد يتمثل في التناص، فعنوان الديوان “لعلي أبلغ الأسباب” يحيلنا إلى قوله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ)، فقد أراد فرعون أن يرقى للسماء حتى يرى الله، ولكن شريف أراد أسبابا أخرى، ألا وهي رؤية الوجود كله، بنظرة إنسانية سامية، وعميقة. ونجد التناص أيضا في قصيدة “سماء افتراضية”، عندما يستعيد مقولة “هارون الرشيد”، الذي شاهد سحابة في السماء فقال: “أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك”، وقد ذكرها الشاعر، في سمائه المتخيلة، أملا منه أن يرى الوجود كله مفعما بالخيرات.
إنها تجربة شعرية سامقة، لشاعر موهوب، يملك الرؤية والأداة، واللغة والتصوير والتخييل.
أشاد الشاعر سالم الرميضي أمين سر رابطة الأدباء الكويتية بديوان “لعلي أبلغ الأسباب”
فقد تجاوز فيه الشاعر المبدع شريف نفسه وطور فيه تجربته بشكل ملحوظ فهو ديوان مختلف تميز بعدة جوانب:_
أولاً: من حيث التشكيل البصري
فهو وإن كان كتيِّباً من القطع الصغير لم يجاوز الـ ١٥٠ صفحة إلا أنه كان مليئًا بالمحتوى الثري مفروشاً بعتبات النصوص الملهمة حيث كان لكل قصيدة عتبتان أولاهما لوحة فنية تمهد طريق القارئ للولوج للنص وثانيهما عنوان صادم يدخله للنص وجوه بشكل مدهش.
ثانيًا: من حيث البنية الموسيقية
فقد وجدت في الديوان المكتوب على نمط قصيدة التفعيلة متنوعةً بشكل متفاوت حيث احتلت تفعيلة المتدارك أغلب القصائد تلتها تفعيلة المتقارب ثم الرمل فالرجز ثم الكامل والهزج مع غياب لتفعيلة الوافر وحدها من تفعيلات البحور الصافية ولكن كان تمثيل كل هذه الإيقاعات بالديوان الصغير يدل على تمكن الشاعر.
ثالثًا: البنية المعنوية والفلسفية
يقدم هذا الديوان علامة فارقة من هذه الناحية ولعلها أبرز عناصر قوته فإن لشريف رشاد نظرة فلسفية فريدة تتسلط على بسيط الأشياء محولة إياها إلى حالة شعرية مدهشة.
وعطفاً على بدأ إذا كنت سأصف هذا الديوان فسأقول إنه جسد نظرة شاعرنا للعالم من وجهة نظر تخصه وحده ولكنها تعبر عن الكثيرين.
قال الشاعر شريف رشاد لعلي ابلغ الأسباب هو الديوان الثالث لي وصدر عن دار نشر فهرس بالقاهرة ويتضمن ثلاثة وعشرين قصيدة مع رسومات داخلية تمهد لكل قصيدة، والديوان تجربة إنسانية ورؤية مختلفة للحياة وتسليط الضوء على البسطاء والمهمشين
وأشاد المنسق العام د. إبراهيم سلام بالدور المهم لنشر المحتوى الثقافي والتشكيلي لربط الثقافة بين الشعراء والفنانين من الجنسيات المختلفة من خلال التفاعل المشترك في ندوات ثقافية تعمل على تبادل المشاركات الفكرية والعملية التي تقدم مضمونا ثقافيا واعيا كما يأمل المزيد من تلك الفعاليات لإبراز التعاون الثقافي المشترك.