السودان.. عالقون يوارون جثمان زميلهم ثرى جامعة الخرطوم
لم يجد عشرات الطلاب العالقين في جامعة الخرطوم منذ صبيحة الاشتباكات العسكرية الدامية في السودان. ، سبيلاً غير مواراة جثمان زميل لهم قتلته رصاصة طائشة، داخل الحرم الجامعي وقبالة قاعات الدراسة خشية تحلل جثته بعد أن فشلت كافة محاولات نقلها الى الخارج. ، وهم يروون بذلك فصلاً جديداً من تراجيديا مأساة الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبعد 4 أيام عاشوها تحت وابل الرصاص ودوي المدافع والطائرات تمكن جميع العالقين في جامعة الخرطوم وعددهم نحو 89 شخصاً. من الخروج إلى منازلهم مع هدنة دخلها طرفا الحرب مساء الإثنين، لكنهم تركوا زميلهم “خالد الطقيع”. خلفهم متوسدا يمناه في مثواه الأخير ليواصل عشقه الأبدي لأم الجامعات السودانية التي ظل يدرس فيها على مدى 20 عاماً.
عقدان بالتمام أكملها الراحل في ردهات جامعة الخرطوم يتجول بين قاعات الدرس والسكنات الطلابية المجاورة وهو يكافح لعنة التعثر الأكاديمي التي تطارده عاما تلو الآخر. في سبيل سعيه للحصول على درجة البكالوريوس في الآداب، وبعد أيام من إجازته للامتحانات النهائية المؤدية لتخرجه، خطفه الموت الذي كأنما اتخذه حيله للبقاء في أسوار الجامعة. التي يحبها ويفضلها حتى على عائلته، وفق زملائه.