وقع أكثر من 60 ألف شخص على عريضة تنتقد مسلسلا وثائقيا جديدا عن الملكة كليوباترا، وذلك لتصويره لها بأنها سمراء البشرة.
والمسلسل الوثائقي “الملكة كليوباترا”، من بطولة الممثلة من أصل أفريقي – أمريكي، جادا بينكت سميث، زوجة الممثل الحائز على جائزة أوسكار، ويل سميث، ويتناول مسيرة آخر فرعون حكمت مصر حتى ضمها الرومان عام 30 قبل الميلاد.
وطرحت منصة “نيتفلكس”، أمس الخميس، الإعلان الترويجي للمسلسل، استعدادا لعرضه في 10 مايو/ أيار المقبل.
وتؤكد العريضة، التي صاغها “الشعب المصري من أجل الشعب المصري”، والمنشورة على موقع “Change.org”، يوم الأربعاء الماضي، أن المسلسل يحاول “إضفاء المزاعم على تاريخ مصر وسرقة المصريين الفعليين منه”، كما يتهمه بـ”المركزية الأفريقية”.
وقالت العريضة:
“مصر لم تكن أبدا سوداء ولم تكن بيضاء أبدا، مصر هي مصر فقط، هناك العديد من الحضارات الأفريقية/السوداء العظيمة، لكن مصر لم تكن واحدة منهم”.
ويشدد المحتجون على أن العريضة لا تستهدف السود، وإنما هي “جرس إنذار للحفاظ على تاريخ وسلامة المصريين واليونانيين”.
في سياق متصل، علّق عالم المصريات، ووزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهي حواس، اليوم الجمعة، على تصوير الملكة الفرعونية كليوباترا بأنها سمراء في المسلسل الوثائقي الجديد قائلا: “هذا مزيف تماما”، وفقا لموقع “إيجيبت إندبندنت”.
وتابع مؤكدا أن “كليوباترا كانت يونانية، مما يعني أنها شقراء وليست سمراء”.
وأضاف حواس أنه في السنوات الأخيرة ظهر اتجاه بقيادة الأمريكيين السود، والسود في أمريكا الجنوبية، يزعم أن الحضارة المصرية من أصل أسود، وشدد على أن هذه الادعاءات “كاذبة تماما”.
وتابع مؤكدا أن “الحضارة السوداء لا علاقة لها بالحضارة المصرية”، مشيرا إلى أن الحضارة السوداء لم تحكم مصر إلا في عهد الأسرة الـ25 في عهد مملكة كوش، أي في نهاية الحضارة المصرية القديمة.
وأشار حواس إلى أن “المعابد المصرية بها رسومات لملوك مصر، وهذه الرسومات هي صور لرجال يضربون أعدائهم”.
وتابع زاهي حواس أن
“منصة “نيتفلكس” تحاول إثارة الارتباك لنشر معلومات كاذبة بأن أصل الحضارة المصرية أسود”، داعيا لاتخاذ موقف ضدها.
وأصبح التراث العرقي للملكة الفرعونية كليوباترا موضوع نقاش ساخن في أواخر القرن العشرين، إذ قدّم بعض الباحثين الأمريكيين من أصل أفريقي الملكة القديمة على أنها أفريقية سوداء.
وولدت الملكة كليوباترا، آخر حكام الأسرة البطلمية، عام 69 قبل الميلاد، وتوفيت عام 30 قبل الميلاد في الإسكندرية.