إقبال بركة تكتب: الوافد.. «حمّال الأسيّة»
دافعت الكاتبة إقبال بركة عن الوافدين بعد قرار سحب الرخصة من كل وافد لا يحمل شهادة جامعية او ان راتبه اقل من ٦٠٠ دينار، من خلال مقال بجريدة “القبس” بعنوان : الوافد.. «حمّال الأسيّة»، جاء نصه كالتالي:
نحو 300 ألف «ليسن» لوافدين مهددة بالسحب..! قرار جديد نشر في الصحف قبل أيام كعلاج لمشكلة الاختناقات المرورية. ، حيث ستُسحَب الرخصة من كل وافد لا يحمل شهادة جامعية او ان راتبه اقل من ٦٠٠ دينار.
قرار أعتبره تعسفيا يحمّل الوافد مسؤولية عجز وعدم قدرة الجهة المعنية عن دراسة موضوع الاختناقات المرورية. بشكل فاعل وعلمي وجذري وموضوعي.
الاختناقات المرورية تُعالج بتطبيق وفرض احترام قوانين المرور
الاختناقات المرورية لا تُعالج بهذا الاسلوب، وانما بتطبيق وفرض احترام قوانين المرور من خلال المراقبة والمخالفات بشكل فوري. ، من خلال دراسة مداخل ومخارج المناطق وحجم التدفق لحركة المرور من مناطق العمل للسكن والعكس. ، من خلال سرعة إنجاز المشاريع الانشائية بالشوارع والتصليحات، لا في تحميل الوافد كل مصيبة تحدث عندنا.
للاسف كثير من القرارات التي تتخذها بعض الجهات الحكومية تكون رد فعل. ولا تُبنى على دراسات واقعية وعلى الأرقام والإحصائيات والتغيرات الحالية والمستقبلية.
هذا القرار الذي يُحمل الوافد المشكلة الأساسية للاختناقات المرورية التي تشهدها الكويت.. قرار ليس في مكانه وينم عن انه قرار غير مدروس وغير موضوعي.. وغير انساني لانه يحمل فئة مسؤولية مشكلة تتحملها وزارة الداخلية اولا واخيرا.
حالة الفوضى وراء الاختناقات المرورية
من يتحمل جزءا كبيرا من مشكلة الاختناقات المرورية هي حالة الفوضى وعدم احترام القانون وعدم التزام قوانين المرور. ، مع شبه غياب للمتابعة والمراقبة والمخالفات الفورية.. بسبب حالة من الفوضى التي عاشتها بعض الجهات المعنية في وزارة الداخلية سنوات طويلة اختلط فيها الحابل بالنابل.. وكما يتردد في الاعلام باستمرار عن حالات تزوير تراخيص قيادة ورشوة معاملات والغاء مخالفات وغيرها..
سيارات الشرطة تملأ شوارع الكويت، تقف على جوانب الطرق وعند المفترقات.. فيما نسبة عالية ممن يقودونها منشغلون بهواتفهم الشخصية.. والمخالفات تمر امامهم الواحدة تلو الاخرى. ، السرعة والتجاوز والانتقال من حارة لاخرى من دون اشارة و…و… كل ذلك والمسؤول عن تصيد المخالفات بالشوارع مشغول بهاتفه في أغلب الأحيان.
اضافة الى ان كثيرا من مشاريع الطرق وتصليحات الشوارع تستغرق فترات طويلة.
استخدام حارة الأمان تسبب في كارثة مرورية
كما أن استخدام حارة الأمان، وهو من القرارات الفاشلة التي تؤكد عدم دراسته بشكل علمي وصحيح. ، لانه تسبب في كارثة مرورية ما زلنا ندفع ثمنها كل يوم، قرار جاء نتيجة تخبط والبحث عن اسهل واسرع الحلول.. من دون التفكير في مصير السيارات المعطلة والحوادث وسيارات الاسعاف والشرطة، فعدم وجود حارة امان يؤدي إلى كثير من الاختراقات.
هذه كلها عوامل تؤثر في انسيابية الشوارع.. ولا دخل للوافد فيها. بل من يتحمل مسؤولية مثل هذه القرارات الجهات المسؤولة.
لا يمكن لأي جهة.. ليس لديها القدرة والقوة على القيام بالدراسة المجدية والجادة لحل مشكلة مستمرة منذ زمن طويل. ، الا اللجوء إلى اسهل وأسرع الحلول.. ومنها تحميل الوافد جزءا كبيرا من المسؤولية.
لست في مكان الدفاع عن الوافدين، ولكنني أحاول أن اتحلى بشيء من العقلانية والموضوعية.. بعدم إلقاء كل مشاكلنا داخل الكويت على المقيم والوافد. ، لأن القانون الذي ينطبق علينا ينطبق عليهم أيضا، ومن ثمة إذا لم نلتزم نحن المواطنين قواعد وقوانين المرور ونعمل لها الف حساب. ، ونحن نقود سياراتنا في شوارع مرتبة وذات انسيابية عالية وتتوافر فيها حارات للوقوف الطارئ.. ومرور الباصات وسيارات التاكسي والنقل العام، لما حملنا فئة دون أخرى مسؤوليات كل مشاكل المرور.