مصطفى جمعة يكتب.. كلمات لـ “الأهلوية” في موقف “ملتبس”
ليس ما ساقوله هو سكب ماء بارد على موطن الالتهاب في الروح خاصة بعد الهزيمة القاسية لنادينا الأغلى والأعلى “الأهلي”. امام صن داونز في دور المجموعات بدوري اندية افريقيا الابطال وهي بالطبع ليست الاولى ولن تكون الاخيرة طالما الكرة في الملعب. بل هي تذكرة في موقف ملتبس، لان فريقنا ليس الاول ولن يكون الاخير فقد سبقته اندية تجرعت مرارة الانكسار وشربت من كاس الخسائر التي لا تعني. ، نهاية الدنيا لانها لحظة استثنائية، ولا تخرج عن كونها يوما حزينا في موسم طويل ينافس فيه “أهلينا”على أكثر من جبهة.
وقد شاهدنا منذ ايام مضت السقوط المدو لمانشستر يونايتد على ملعبه أمام منافسه الأزلي ليفربول 7/0 في نتيجة هي الأسوأ في تاريخه منذ قرابة القرن. ومن أنزل نيران الكارثة على الشياطين الحمر في بلاد الضباب “الريدز”. هو نفسه ذاق من نفس الكأس، حينما سقط أمام أستون فيلا بسباعية مقابل هدفين له. ، وهي هزيمة تاريخية لم يتعرض لها أي حامل لقب انجليزي من قبل. ، وخسر فريق روما وهو في طريقه لتحقيق اول بطولة قارية في سجله أمام بودو جليمت بسداسية مقابل هدف.
وهو ماتعرض له نادي تشلسي أثناء فترته الرائعة كبطل دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية بخماسية لهدفين أمام وست بروميتش ألبيون. ،وخسارة مانشستر سيتي بخماسية مقابل هدفين أمام ليستر سيتي على ملعب الاتحاد. ، والارسنال وسلسة نتائجه السيئة أمام بايرن ميونخ بخمسة أهداف لهدف ذهابا وإيابا . وبسداسية دون رد أمام تشيلسي و٦/٣ في مواجهة مانشستر سيتي، 8/2 أمام مانشستر يونايتد. ،الذي تعرض نفسه لواحدة من أسوأ هزائمه عندما سقط في ديربي المدينة أمام السيتي بسداسية مقابل هدف. ، كما منيت شباكه بسداسية أخرى من ساوثامبتون في لقاء انتهى 3/6 في موسم 1996. ، وفي نفس الموسم تعرض لهزيمة مذلة أمام نيوكاسل يونايتد بخماسية دون رد. ، وفي موسم 1999 تعرض لهزيمة ساحقة أمام تشلسي بنتيحة 5/ 0.
ولا اطرح هذه الامثلة. تبريرا للهزيمة او الاستسلام لها يقدر على استيعاب أمرها واعتبار أن ما حدث هو أمر طبيعي، وأن الصراع أو المنافسة في مواقف المستطيلات الخضراء. ، غالباً تكون نتائجها نصر أو خسارة، وأنه مثلما تخسر في مباراة ، فإنك ستكسب أخرى وثالثة ورابعة وهكذا. حتى لا يأخذنا التدني في الوعي وعدم الإلمام بفلسفة الخسارة أو الهزيمة. ، إلى النقد اللاذع وربما الفجور فيه خاصة ونحن كمشجعين كرة القدم تتحكم بنا المشاعر والأحاسيس. ، وتتقلب أو تتبدل الأهواء والأمزجة ما بين ليلة وضحاها. ، أو ظرف ما وأخته وبالتحديد الأسوأ، الذي تأخذه العزة بالإثم. ،تسانده بطانة أسوأ منه، تريه الحقائق عكس ما هي. ، فتخفيها عنه وتدعوه إلى السير على غير ذات هدى وبصيرة، فيصير كالناقة العشواء، يتخبط يمنة ويسرة.
والهزيمة هي نتيجة، لخطأً ما ارتكبت في لحظة معينة، وبحاجة لتعديل وتصحيح، كي تعاود إكمال المسيرة في كرة القدم التي هي الحياة بكل وضوح. في نجاحاتها وإخفاقاتها انتصاراتها وابتلاءاتها . والمشجع الواعي من فكّر وقدّر ثم اعتبر، وقد وضع نصب عينيه حقيقة كروية ثابتة. ، مفادها أن دوام الحال من المحال. وفهم تلك الحقيقة، جزء لا يتجزأ من ثقافة التعامل مع الهزيمة. ، والتي لابد أن نعيها في حياتنا، إذ بها نُريح ونستريح.
ومهما حدث من خسارة ل”الأهلي” في اي مباراة سواء محلية او خارجية ،وهي بالنسبة لي اشبه بالسفر المر فانا متمسك بعشقه حتى الرمق المنسي من فانوس العمر. الذي يشكل هو فصوله من الفرح كثيرا والحزن لحظات والقوة دائما والضّعف أوقات والحضور طول الايام والسنين والغياب ساعات،لانه الشمعة التي تنير لي سنوات حياتي. ،وتتوهج بحضوره احرف كلماتي حتى في رحم الاحزان في هذا الوقت الرمادي الملامح. ،ولا يعني هذا احباط بقدر ما هو حزن اللحظة. ،لإيماني المطلق ان الشمس هي القاعدة والضباب الذي يحجب أشعاعها احيانا استثناء. ،وكم من شموس روعت في هدير الضباب و حملت إلى غبشِ المكانِ في دقائق مجنونة الخطوات ،لكن عادت اكثر بهاءا.
و رغم الوجع لكن يقيني به لا يمكن ان يتزحزح قيد لنملة حتى لو أحاطت ظلمة اللحظة بي من كلِّ اتِّجاه معتمداً على رصيدك الداخلي من الافراح. التي عيشتنا إياها وعشناها معك في أستبيان الطريقِ إلى الامل مهما كانت ضبابية اللحظة لان من لا يشعر بظلمة وقتها لن يَقدرَ أبداً أن يرى شروق فجر عزك مجددا .