مقالات

علشانك يا مصر بقلم : فوزي عويس.. الزلزال .. ودروسه

•• ظلت مصر سنوات طوالا تطالب بضرورة توحد العالم كله في مواجهة الإرهاب وتشدد علي كون الإرهاب لادين له ولاجنسية وأن ما من دولة في العالم بمأمن منه ، ولم تلق هذه المطالبة المشروعة الاستجابة المطلوبة ، بل أن دولا بعينها وقوي تابعة لها كانت تغذي هذا الإرهاب الي أن اكتوت بناره ومن بينها دول عظمي ، وبقيت مصر وحدها تواجه الإرهاب نيابة عن العالم كله ودفعت في سبيل دحره أغلي ما تملك من دماء أولادها جنودا وضباطا ومدنيين.

كما استنزفت الكثير من مواردها في سبيل هذه المواجهة ، والآن وبعد هذا الزلزال المدمر غير المسبوق في تاريخنا الحديث في كل من سوريا وتركيا أخيرا والذي أدمي قلوب بني الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها يفرض السؤال نفسه : هل يستجيب العالم وعلي رأسه الدول الكبري لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر المناخ الذي انعقد في مدينة السلام “شرم الشيخ” قبل ثلاثة أشهر تقربيا بضرورة توحد العالم في مواجهة التحديات المناخية التي تتطلب عملا جماعيا ؟ ان الملايين حول العالم كما قال الرئيس السيسي “يعانون أكثر من أي وقت مضي من كوارث مناخية تتسارع وتيرتها وتزداد حدتها علي نحو غير مسبوق يوما بعد يوم في شتي أنحاء كوكبنا فما تلبث أن تنتهي كارثة في مكان ما حتي تبدأ أخري في مكان آخر مخلفة ورائها آلاف الضحايا والمصابين والنازحين ومسببة خسائر مادية بالمليارات وكأن العالم قد أصبح مسرحا لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية في أقسي صورها”.

أتمني أن يكون هذا الزلزال المدمر مدعاة لبدء مسيرة تعامل جديدة مع تبعات تغير المناخ وخفض الإنبعاثات خصوصا من جانب الدول الكبري المسؤولة في المقام الأول عن ثمانين في المائة من آثار التغيرات المناخية ، كما يجب أن تنشط جامعة الدول العربية وأيضا منظمة المدن العربية وكافة الهيئات والمنظمات العربية المعنية بتفعيل هذه المطالبة في المنظمات والمؤسسات الدولية التي حان الوقت بل تأخر كثيرا في مواجهة هذه القضية التي تعد أهم القضايا التي تهدد كوكب الأرض خصوصا وأن معظم دول العالم ان لم يكن جميعها وقعت علي الإتفاقية الأممية لمعالجة التغير المناخي، كما يحب استغلال رئاسة مصر للدورة الحالية للمؤتمر المناخ

•• مشاهد كلها دروس وعبر من وحي الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا راقت لي ، الأول مشهد مرئي للسيدة التي نجح المسعفون في ازاحة الأنقاض عنها لكي تخرج حية لكنها وهي في هذا الموقف رفضت الخروج من تحت الأنقاض الا بعد إعطائها حجاب لتغطي به شعرها! ، درس بليغ له دلالته بالطبع.

المشهد الثاني تم تصويره لكلب وقف أمام الأنقاض ممسكا بذراع صاحبته يحاول انقاذها وعندها أخذ اليأس منه مأخذه نظر بعينيه الي السماء وكأنه يستجدي مدد الله تعالي لكي يمكنه من فك الكرب عن صاحبته ، انه الوفاء الذي يفتقده بعض البشر ، الدرس الثالث يتمثل في منشور لرجل تركي لخص فيه الحياة ومتاعها الزائل ،والدنيا التي لاتساوي عند الله جناح بعوضة عندما قال في منشوره : قبل أيام طردني مالك البيت الذي أسكن فيه لأنه طلب مني زيادة كبيرة علي الإيجار الشهري لمسكني ولم أكن قادرا علي الوفاء بهذه الزيادة لقلة حيلتي ، وبعد أيام من طردي وقع الزلزال فأصبحت أنا ومالك البيت الذي انهار بعد طردي منه نتدفأ في نفس نار الخيمة التي آوتنا سويا.

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، والدرس الرابع من شاب تحت الأنقاض مع أسرته تمكن من تصوير محيط المكان المتواجدين فيه وأرسل الفيديو لأصحابه الذين سارعوا بإيصاله للمسعفين فسارعوا بالبحث وتمكنوا من الوصول لمكانهم وأنقذوا الشاب وعائلته ، آه لو كنا نستفيد من ايجابيات التكنولوجيا بأكثر من تضررنا من سلبياتها

•• آخر الكلام : جميل أن تتوحد الإنسانية في مد يد العون لمتضرري الزلازل لكن الأجمل أن تتوحد قبل وقوع الكوارث.. رحم الله تعالي ضحايا الزلزال المدمر في كل من سوريا وتركيا والذين نحتسبهم شهداء ، وعجل بشفاء المصابين ، ووقانا جميعا كوارث الطبيعة ، ووفقنا لما يحب ويرضي حتي نكون من المقبولين عنده تعالي اذا ما زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى