إغلاق متحف اللوفر في باريس بسبب إضراب عماله

أغلق متحف اللوفر الشهير في باريس صباح الاثنين، أبوابه أمام الزوار بسبب إضراب لعماله، وفق ما ذكر عناصر أمن.
ويأتي ذلك فيما تواجه المؤسسة الثقافية الفرنسية العريقة صعوبات جمة في أعقاب عملية السطو الصادمة التي تعرضت لها في منتصف أكتوبر الماضي.
في السياق، قال عنصر أمن لزوار أرادوا زيارة المتحف صباحا: «إننا مغلقون، عودوا بعد بضع ساعات»، وفق ما نقل صحفي وكالة «فرانس برس».
وفي 19 أكتوبر 2025، استغل لصوص ضعفًا أمنيًا في متحف اللوفر، أشهر متاحف العالم، لتنفيذ سرقة جريئة نُفذت في وضح النهار أثناء ساعات العمل الرسمية للمتحف. وصل أربعة لصوص متنكرين كعمال، مستخدمين رافعة أثاث كهربائية للوصول إلى الطابق الثاني من مبنى المتحف المطل على نهر السين، وتمكنوا من استهداف معرض «غاليري دابولون» حيث يُعرض جزء من المجوهرات التاجية الفرنسية التاريخية.
واستغرقت السرقة أقل من ثماني دقائق، استطاع خلالها اللصوص اقتياد ثمانية قطع مجوهرات ثمينة من صندوقي عرض محميين بزجاج مقاوم، قبل الفرار على دراجات نارية في شوارع باريس. من بين القطع المسروقة تاج وعقد وأقراط كانتا جزءًا من مجموعات التاج الفرنسي، ويُقدّر الخبراء قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، ما جعل السرقة واحدة من أكثر جرائم السرقة جرأة في تاريخ المتحف.
وأثارت هذه العملية انتقادات واسعة في فرنسا وخارجها، واعتبرها مسئولون وناقدون مؤشراً على ضعف نظم الأمن في واحد من أكثر المتاحف زيارة على مستوى العالم، خاصة مع ازدياد عدد زوار المتحف وتراجع أعداد موظفي الأمن بسبب تقليصات سابقة.
في أعقاب السرقة، اعتقلت السلطات الفرنسية عدة مشتبه بهم، وأصدر قاضي التحقيق أوامر توقيف بحق عدد منهم بتهم تشمل السرقة المنظمة والتآمر، بينما لا تزال المجوهرات المسروقة مفقودة حتى الآن، وسط تكهنات بأن تكون قد تم تفكيكها لغرض تبييض الأموال عبر السوق السوداء.
ولم تقتصر المشاكل على السرقة، إذ كشفت إدارة المتحف منذ ذلك الحين عن قضايا بنيوية أخرى في مبانيه. ففي أواخر نوفمبر، تسبّب انفجار أنبوب مياه في تسرب مائي داخل قسم الآثار المصرية، مما أدى إلى تلف ما بين 300 و400 كتاب ومجلد تاريخي يعود للقرنين التاسع عشر والعشرين، وأثار المخاوف بشأن البنية التحتية القديمة للمتحف.
وتتابع إدارة اللوفر، بدعم من السلطات الفرنسية، تنفيذ خطة لتعزيز الأمن تشمل تركيب مئة كاميرا مراقبة خارجية بحلول نهاية عام 2026، وسط انتقادات من نقابات العمال التي تؤكد أن ضعف الصيانة ونقص الموظفين يفاقمان الأزمة التشغيلية في المتحف.
وتأتي الإضرابات الحالية لعمال المتحف احتجاجًا على ظروف العمل المتردية، والتدني في صيانة المبنى، وما يعتبرونه تراجعًا في الاستثمارات المتعلقة بالأمن والصيانة، في وقت يتزايد فيه الضغط على واحدة من أبرز مؤسسات الثقافة والتراث في العالم.







