العالم

كارثة انفجار بركان إثيوبيا.. تحذيرات جوية وقلق عالمى من ثانى أكسيد الكبريت

انفجر بركان هايلي غوبي في شمال إثيوبيا لأول مرة منذ ما يقرب من 12,000 عام، قاذفًا عمودًا كثيفًا من الرماد في الغلاف الجوي، مما دفع وكالات الأرصاد الجوية فى جميع المناطق إلى حالة التأهب، حيث حملت الرياح العاتية في الطبقات العليا الرماد لآلاف الكيلومترات، حيث مرت السحابة على عدد من الدول بما فى ذلك اليمن وعمان وجيبوتي والهند والصين.

كيف انتشر الرماد عبر المناطق؟
اندلع ثوران بركان هايلي غوبي في منطقة عفار بإثيوبيا صباح الأحد، وارتفع عمود الرماد إلى ارتفاع 14 كيلومترًا، وحركت رياح تراوحت سرعتها بين 100 و120 كيلومترًا في الساعة الرماد عبر البحر الأحمر واليمن وسلطنة عمان، ثم عبر الخليج العربي باتجاه الهند، وفقًا لموقع indiametsky.

وذكرت إدارة الأرصاد الجوية الهندية أن الرماد انتشر فقط في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وبحلول أواخر يوم الاثنين، انحرفت السحابة نحو الصين وبدأت بالتشتت، فيما صرح المدير العام لإدارة الأرصاد الجوية، م. موهاباترا، لصحيفة “هندوستان تايمز” بأنه من المتوقع أن يكون التأثير على جودة الهواء في دلهي ضئيلاً، لأن الرماد لم يختلط بتلوث سطح الأرض، وسيلاحظ السكان ضبابية السماء لبضع ساعات.

وأشار تحديث أخير من شركة “إندياميتسكي” إلى أن عمود الرماد قد ابتعد الآن، ولم يتبقَّ سوى غبار ناعم متبقٍّ على ارتفاعات عالية، دون أي تهديد للسكان على الأرض، ولا يزال هناك أثر خفيف من ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) على ارتفاع حوالي 40,000 قدم، ولكن من المتوقع أن يتلاشى.

الآثار الصحية المرتبطة بالرماد البركاني
تشير الشبكة الدولية لمخاطر الصحة البركانية (IVHHN) إلى أن التعرض للرماد البركاني قد يُسبب مشاكل في التنفس، وانزعاجًا في العين، وتهيجًا في الجلد، ومشاكل غير مباشرة مثل ضعف الرؤية، وتزداد المخاطر عند عودة الرماد إلى التراكم بفعل الحركة أو الرياح.

خطوات وقائية للسكان
تنصح الشبكة الدولية لمخاطر الصحة البركانية (IVHHN) بالحد من القيادة، ويُنصح بالبقاء في الداخل حتى تستقر الأحوال الجوية، كما يجب إغلاق المنازل بإحكام بإغلاق الأبواب والنوافذ، ويُحثّ الأشخاص الذين يقومون بعمليات التنظيف على استخدام أقنعة الغبار المناسبة.
ويُسمح بارتداء قناع من القماش عند عدم توفر أي شيء آخر، ويجب على المصابين بالربو أو التهاب الشعب الهوائية المزمن أو انتفاخ الرئة تجنب التعرض للرماد، كما تساعد النظارات الواقية على حماية العينين.


وعادةً ما تكون مياه الشرب الملوثة بالرماد قليلاً آمنة بعد ترشيحها، مع ضرورة تغطية شبكات مياه الأمطار، ويمكن تناول خضراوات الحقول بعد غسلها، ويجب على الأطفال البقاء في منازلهم وتجنب الأنشطة الشاقة في حال وجود الرماد.

هل تُشكل سحابة الرماد الإثيوبية خطرًا على التنفس؟
على مستوى الأرض، لا يُتوقع حدوث أي تهديد مباشر؛ تحدث المخاطر الصحية بشكل رئيسي عندما يستقر الرماد بالقرب من السطح.

ما هي أثار انفجار البركان الإثيوبي؟
أفاد المحللون الذين راقبوا الحدث باستمرار بظهور عمود رماد ضخم ارتفع إلى ارتفاعات تُقدَّر بما بين 13 و15 كيلومترًا، وأكَّد البروفيسور سيمون كارن، عالم البراكين، الثوران البركاني عبر صور الأقمار الصناعية، مُشيرًا إلى انبعاث كبير لثاني أكسيد الكبريت (SO2).

ويُعد ثاني أكسيد الكبريت مؤشرًا رئيسيًا على النشاط البركاني الانفجاري، وينطلق عندما تكون الصهارة قريبة من السطح وأثناء الثورات البركانية، وتشير مستويات ثاني أكسيد الكبريت المرتفعة إلى ثوران وشيك، مما قد يؤدي أيضًا إلى تكوُّن ضباب بركاني، وقد أصدر مركز تولوز الاستشاري للرماد البركاني (VAAC) تحذيرات للطائرات، حيث يتتبع الرماد أثناء انتشاره في المناطق المجاورة.

كيف اندلع بركان هايلي جوبي؟
يُقال إن الانفجار المفاجئ لبركان هايلي غوبي، بعد خمول دام آلاف السنين، قد حدث نتيجةً لمزيج من التمدد التكتوني، وتسرب الصهارة الجديدة، والغازات المحبوسة، ونظامٍ مُحكم الإغلاق منذ فترة طويلة، ويُفسر ذلك على أفضل وجه بالقوى الجيولوجية العاملة تحت منطقة عفار في إثيوبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى