اللواء تامر الشهاوي: الكويت من أبرز الشركاء الاقتصاديين والسياسيين لمصر في المنطقة.. وهذه نصيحتي للمغتربين

أكد اللواء تامر الشهاوي، صاحب لقب «صقر المخابرات الحربية»، ضابط الاستخبارات العسكرية المصرية السابق، أن دولة الكويت من أبرز الشركاء الاقتصاديين والسياسيين لمصر في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتشابك مصالح البلدين في مختلف المجالات.
ووجه اللواء تامر الشهاوى عضو مجلس النواب ولجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان المصري سابقا في لقاء خاص مع جريدة «الأنباء الكويتية، » نصيحة مهمة للمصريين المغتربين بعدم الانصياع لأي إشاعات في الخارج عن الدولة، والدفاع عن البلد من موقعهم بالخارج، والدعوة للمساهمة في مشروعات الدولة التنموية من خلال الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وفيما يلي نص الحوار:
بداية، كيف تصفون العلاقات المصرية ـ الكويتية خاصة الأمنية والسياسية؟
٭ تعد العلاقات بين مصر والكويت من بين العلاقات الثنائية الراسخة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتسم هذه العلاقات بالتاريخ العميق والتعاون المستمر عبر العقود. تعود جذور هذه العلاقات إلى فترات تاريخية متقدمة، ولكنها تعززت وتوسعت على مر السنين لتشمل مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم وغيرها. فتعد الكويت من أبرز الشركاء الاقتصاديين والسياسيين لمصر في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتشابك مصالح البلدين في مختلف المجالات. ولا تقتصر العلاقات بين مصر والكويت على الجوانب الثنائية فقط، بل تمتد إلى التعاون الإقليمي والدولي، حيث يتبادل البلدان في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة وجهات النظر والتعاون في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
..وعسكريا؟
٭ تشهد العلاقات العسكرية بين البلدين تنسيقا أمنيا وسياسيا شاملا، شكل في مجمله تضامنا عربيا موسعا لحماية المنطقة من الأخطار المحدقة بها. وقد لخص الرئيس عبدالفتاح السيسي أمن دول الخليج، ومن ضمنها الكويت، في جملة «مسافة السكة»، ليؤكد على سرعة استجابة مصر لحماية أشقائها في الخليج، ليكون أمن دول الخليج خطا أحمر بالنسبة لمصر. ومن أبرز مظاهر التعاون العسكري بين البلدين على مدى العقود الماضية كان مشاركة لواء اليرموك والقوات الجوية الكويتية جنبا إلى جنب مع الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، كما شارك الجيش المصري في حرب تحرير الكويت ضد العدوان العراقي في عام 1990، ويستمر التنسيق والتدريب المشترك بين البلدين من خلال اجتماعات دورية وتنسيقية مستمرة لتعزيز التعاون الثنائي، بهدف تبادل الخبرات والرؤى.
صقر المخابرات
لماذا لقبتم بـ «صقر المخابرات الحربية»؟
٭ سعدت ان اختصني الناس بمدح ـ أحمد الله عليه ـ منذ ظهوري إعلاميا عام 2015 بعد تقاعدي بعدة ألقاب (اللواء – الجنرال ـ الشريف لانتسابي لنقابة السادة الاشراف ـ الدكتور ـ حتى ان البعض أطلق علي النائب العام أثناء فترة وجودي بمجلس النواب.. إلى آخره) وكلها ألقاب اعتز بها، إلا ان لقب «صقر المخابرات» سيظل له مكانته الخاصة، لأنه يذكرني بعمري كله وبتاريخ طويل من العمل الاستخباراتي.
ولقب سفير النوايا الحسنة لدى جامعة الدول العربية؟
٭ هو لقب شرفي منحته لي عام 2015 إحدى المؤسسات التابعة للجامعة العربية وذلك للجهود المبذولة في توعيه المواطنين والإسهام في الجهود التي تبذلها الجامعة من أجل إذكاء الوعي بأهمية المشكلات الإنسانية والاجتماعية وما يناسبها من حلول.
ماذا عن الشائعات التي تهدد الدولة ومن وراءها؟
٭ مما لا شك فيه أن مصر في مرمى الشائعات، ويبذل العناصر المناوئة للدولة والتنظيمات المتطرفة وأجهزه استخبارات دولة معادية جهودا كبيرة لنشر الشائعات بغرض تهديد السلم الاجتماعي وزعزعة الاستقرار وتشويه الحقائق.
وبماذا تقدم من نصيحة للمصريين في الخارج؟
٭ نصيحة مهمة للمصريين المغتربين، بعدم الانصياع لأي شائعات في الخارج عن الدولة، ويدافعون عن البلد من موقعهم بالخارج، كما أدعوهم للمساهمة في مشروعاتها التنموية من خلال الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة.
رؤيتك حول تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين؟
٭ التصريحات المتتالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة هي أحد القرارات أحادية الجانب التي لا تستند الى أي سند دولي أو أخلاقي أو إنساني، ومن الواضح أن هناك فواتير انتخابية على ترامب أن يسددها بعد توليه السلطة، فمنذ توليه السلطة اظهر رغبة جامحة ونوايا استعمارية في مناطق متفرقة من العالم قوبلت بالرفض من كل دول العالم، إلا أنه علينا ألا ننسى أن ترامب في فترة رئاسته الأولى أقدم على خطوات لم يجرؤ رئيس قبله أن يقدم عليها، حيث قام بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو ما يدمر القضية الفلسطينية من جذورها، واعترف بالجولان السورية أرضا اسرائيلية، فضلا عن تبنيه مشروع ما أطلق عليه «صفقة القرن».
وهل تم الاستيلاء على رفح الفلسطينية وخطورة ذلك علينا؟
٭ الغرض الإسرائيلي من اجتياح رفح هو السيطرة الكاملة على القطاع وعزله تماما، في وقت حذرت فيه مصر ودول العالم من خطورة وتداعيات هذا الاجتياح. ان احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا هو مخاطرة وتهديد غير مباشر لمصر، حتى لو لم يتدخل في الأراضي المصرية، حيث إنه وفقا لاتفاقية السلام، التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979، فهو يقع ضمن المنطقة «د» العازلة منعا لحدوث أي توترات، ويطلق اسم محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين على شريط يمتد على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويقع ضمن المنطقة «د» العازلة بموجب اتفاقية السلام، ويمتد المحور من البحر المتوسط شمالا إلى معبر كرم أبوسالم جنوبا، بطول نحو 14 كيلومترا.
وفي معاهدة «كامب ديفيد» تم إدراج بنود ذات طابع أمني وعسكري لضمان عدم حصول أي تصعيد بين البلدين، ومن ضمن تلك البنود، إنشاء منطقة عازلة على طرفي الحدود الدولية المعترف بها. ومؤخرا أقامت اسرائيل ما يعرف بمحور موراج، الهدف الأول من هذا الممر هو تقطيع أوصال قطاع غزة بين شماله، ووسطه، وجنوبه، وإحكام السيطرة العسكرية عليه، وأن الاجتياح البري الذي نفذته الفرقة 36 مدرعات، تستهدف فرض «كماشة عسكرية» من الجنوب والشرق، بهدف تقطيع أوصال القطاع ولفصل خان يونس عن رفح وهذه الخطوة تستهدف تحويل القطاع إلى معتقل كبير تمهيدا لتهجير السكان قسرا تحت مسمى «الهجرة الطوعية».
ما يحدث في رفح الآن من توغل بري عبر الفرقة 36 مدرعات، مع تكثيف طيران الاحتلال لجرائم الإبادة والتطهير العرقي، يدل على أن الاحتلال يعزز إنشاء المناطق العازلة، لتحويل ما سيتبقى من غزة إلى معتقل كبير، تمهيدا لنقل الفلسطينيين قسرا إلى خارج القطاع.
والأهداف الاقتصادية؟
٭ بالإضافة إلى الأهداف السياسية قصيرة المدى، التي تتمثل في تحسين شروط التفاوض مع «حماس»، فإن هناك أهدافا اقتصادية بعيدة المدى، أبرزها إنشاء قناة بن غوريون، التي تحدث عنها نتنياهو مرارا، إذ لا يمكن إنشاؤها إلا بوجود إسرائيلي شمال غرب مدينة غزة، مما يعني أن الهدف قد يكون إقامة هذه القناة لاحقا.
ما رؤيتكم حول ما يحدث في المنطقة حاليا وقد ذكرتم أن الموقف المصري شديد التعقيد؟
٭ مبكرا ومنذ اندلاع «طوفان الأقصى» في 7 اكتوبر 2023 كان لمصر والأردن السبق في معرفة النوايا الاسرائيلية والأميركية بشأن تهجير سكان الضفة وقطاع غزة، بالإضافة إلى التصريحات المتتالية لمسؤولين اسرائيليين وأميركيين والتي فضحت مخطط التهجير مبكرا، ولم يتغير موقف مصر أبدا من رفضها لهذا المخطط الشيطاني.
الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى القضاء على القضية الفلسطينية، وتستخدم كل الوسائل المتاحة سواء من تحييد دول بالتطبيع مع اسرائيل أو اللعب بورقة المساعدات أو حتى التلويح بالقوة العسكرية، بالإضافة بالطبع إلى مضاعفة المعونات والمساعدات إلى اسرائيل. مؤخرا اعلن ترامب رغبته في أن تسيطر أميركا ـ وليس اسرائيل ـ على قطاع غزه وتحويلها إلى ريفيرا الشرق الأوسط، وهذا يعني أكبر قاعدة عسكرية خارج الولايات المتحدة الأميركية ستكون على حدود مصر.
لذا، فالموقف المصري شديد التعقيد، فمصر تربطها اتفاقيه سلام مع اسرائيل، وفي الوقت ذاته هي حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية، وتسعى في الوقت نفسه إلى الحفاظ على القضية الفلسطينية وتدعم القرارات الأممية بشأنها.
الموقف المصري
بصورة عامة، ملخص الموقف المصري من القضية الفلسطينية؟
٭ مصر ثابتة على موقفها التاريخي بشأن القضية الفلسطينية، وهو ما أعلنت عنه مصر عشرات المرات أنها لن تتخلى أبدا عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بانسحاب اسرائيل من كامل الأراضي التي احتلتها بعد 4 يونيو 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس والتشبث باتفاقية اوسلوا كمسار لحل الدولتين.
وماذا عن تهديدات مصر من إسرائيل نحو سيناء وإخلائها من الجيش وتفكيك بنية الجيش المصري في سيناء؟
٭ دأبت اسرائيل كلما حانت الفرصة على إلقاء الضوء على القدرات العسكرية المصرية، بل ووصلت الوقاحة الاسرائيلية إلى التساؤل: لماذا تطور مصر من إمكانياتها العسكرية في ظل حالة السلام وهو قد يمثل تهديد لاسرائيل؟ ووصف الادعاءات الاسرائيلية بالوقاحة هي اقل ما يمكن أن يوصف به.
وهنا علينا ان نوضح أن العقيدة العسكرية المصرية هي الدفاع والردع، وأن الدول القوية يجب أن تمتلك جيشا قويا قادرا على حماية أمنها القومي، وأن القوات المصرية لم ولن تتوقف أبدا عن تطوير وتحديث منظومة التسليح لديها من خلال امتلاك طائرات مقاتلة حديثة وغواصات وأنظمة دفاع جوى حديثة ومتطورة، وعلينا أن نتذكر أن مصر هي أول من أرسى قواعد السلام في الشرق الأوسط وملزمة به كخيار استراتيجي ولكنها ايضا قادرة في الوقت نفسه على الدفاع عن أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية.
أما ما يتحدث عنه الجانب الاسرائيلي بشأن تفكيك وإخلاء القوات المصرية من سيناء، فأتصور أن من أطلق هذا المطلب إما جاهل أو وقح، لأن وجود القوات العسكرية من الجانبين وتعدادها وتسليحها في المناطق A وB وC وD خاضع لبنود اتفاقية «كامب ديفيد» الموقعة بين الجانبين وهناك ضوابط حاكمة لأي خرق للمعاهدة.
ماذا ترون حول فرض ترامب جمارك على مصر والدول العربية؟
٭ حرب الرسوم الجمركية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أغلب دول العالم بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على أكثر من 180 دولة بحد أدنى 10% إلى نحو 50% تحت شعار «يوم التحرير» بهدف سد عجز الميزان التجاري وعودة العصر الذهبي لأميركا مجددا. وشملت الرسوم 34% على الصين و32% على تايوان و20% على الاتحاد الأوروبي و10% على بريطانيا، و25% على كندا والمكسيك، و46% على فيتنام، كما فرض رسوما جمركية على مصر بنسبة 10% ودول عربية أخرى منها السعودية والإمارات والكويت 10%. أرى انها ستطيح بشركات وبورصات كثيرة وأولها بورصة أميركا نفسها، كما سيكون هناك تباطؤ مؤكد في سلاسل الإمدادات والتجارة العالمية نتيجة رفع الجمارك.