السيسي في الكويت.. أمجد زكي يكتب: رسالة للرئيس

يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي الكويت خلال جولته الخليجية التي بدأها بقطر حاليا ويتجه منها للكويت، وهذه الزيارة هي الخامسة للرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت، حيث سبق أن زارها في أعوام 2015، و2017، و2019، و2020.
وبمناسبة هذه الزيارة نسترجع مع متابعينا مجموعة من الرسائل التي وجهها الصحفيون المصريون في الكويت عبر موقع (مصريون في الكويت) أثناء زيارة الرئيس الثالثة في عام 2019.
الرسالة الرابعة عشر.. أمجد زكي يكتب: رسالة للرئيس
فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربية
دمتم بخير
نترقب بشغف زيارتكم للكويت حينما تحلون ضيفاً عزيزاً على أميرها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “حفظه الله ورعاه”، وفي لقاء قادة الموقف والحكمة والكلمة تأتي التطلعات أوسع، والآمال أكثر إشراقة، والتفاؤل يداعب شعوباً لا تكاد تنام على اطمئنان حتى تصحو على توتر وإحباط وتفجير هنا وحرب هناك.. شعوباً تحيا في منطقة ملتهبة تواجه منذ أزمنة طويلة تحديات لا تنحني بسهولة حتى أصبحت مشكلاتها من موروثات الحياة فيها، وتهديد الإنسان والبيئة والتنمية بها أمست من طبائع الأشياء.
سيدي الرئيس
في لقاء الكبيرين تكبر التطلعات وتعلو؛ وإننا نثق في أن إرث العلاقات بين مصر والكويت والوشائج العميقة بينهما مع توافق فكر قادة البلدين كلها عوامل تحمل المنطقة إلى فرص التوافق والاستقرار ووحدة الموقف وانسجام الرؤية في مواجهة الفرقة وصنوف من المصاعب لا سبيل إلى تهدئتها سوى باستراتيجيات مدروسة ومتفق عليها من الجميع.
وإذا كانت الكويت حملت دوماً مبادرات توافقية خلاقة خصوصاً في النطاق الخليجي والشأن العربي، وقائدها من فرسان تلك المبادرات وحكمته سجلها التاريخ في صفحات واضحة ومشرفة، فإن التعاون بينها وبين مصر بثقلها الحضاري يوفر فرص تبني مبادرات شجاعة لمعالجة مشكلات المنطقة وأسباب توترها.. يساعد البلدين في ذلك رصيدهما العظيم من المواقف في فترات حرجة وبالغة الصعوبة مر بها الشرق الأوسط.
فخامة الرئيس
إذا كان هذا تطلعنا في الشأن الإقليمي، فالشأن المصري لا يمكن أن يغيب عن أذهاننا، وإننا نقدر ما حققته إدارتكم من نجاح محترم في الملف الأمني ومكافحة الإرهاب وحماية مصر من أخطار جسام، كما ندرك أنكم في قيادة الدولة وفي مسيرة التنمية والبناء تحملون تركة ثقيلة وترثون أمراض الاقتصاد المستوطنة منذ ما يزيد عن الستون عاماً، ونقدر أيضاً أنكم تسابقون الزمن للنهوض بمصرنا الغالية وتنميتها واكتشاف مقدراتها من جديد في أقل فترة زمنية ممكنة.. كما نستوعب – ولو قليلاً – حجم الضريبة التي يتعين على الناس دفعها لتغيير الواقع… ورغم كل ذلك ندعوك سيدي الرئيس إلى محاولة التقليل من آثار الإصلاح الاقتصادي على محدودي الدخل، وهم بالطبع النسبة الأكبر من الناس، فلجم التضخم وكبح جماح ارتفاع الأسعار أصبح ضرورة ملحة وقصوى، ندعوك سيدي الرئيس إلى تكليف الخبراء نحو إجراء تقييم علمي وواقعي دقيق لآثار تحرير صرف العملة المحلية خصوصاً في جانب التصدير، وهناك نقاط مهمة ينبغي بحثها في هذا الجانب لا يتسع المجال هنا لطرحها.. وهي نقاط نرى أن الاهتمام بها سوف يساهم في تحقيق ما تصبون إليه من تقدم ورخاء، أيضاً فيما يخص الملف الأمني والنجاح المحقق فيه يتعين عدم التوقف عند الأمن القومي بل ينبغي على مؤسسات المجتمع كافة أن تلتفت بعمق إلى القسم الجنائي منه خصوصاً في الأقاليم ومناطق العشوائيات التي سوف يسجل التاريخ دوركم المضيء في القضاء عليها في إطار خطة أوسع للنهوض بالبنية التحتية.
أما أمر المحليات سيدي الرئيس فلازالت بعيدة تماماً عن خطوات التنمية التي تسيرون بها.. صحيح تتأثر بالإصلاح والتغيير والتنشيط إلا أننا نرى أن المحافظين يمكن أن يقوموا بتطوير الأقاليم والمحليات بشكل أعظم وأكبر أثراً في كل مجالات العمل: استثمار، سياحة، تصنيع، ثقافة، فكر، صحة .. وغيرها الكثير .. وأن فرصاً كثيرة مهدرة في هذا الجانب الاستفادة منها يأتي بنتائج أفضل بكثير خصوصاً مع توفر مركزية عملية مناسبة.
وعلى ذكر الأقاليم والمحافظات .. لا يمكن إلا أن نأتي على سيرة المحافظة التي انتمي إليها (المنيا) وجميعنا يعلم التحديات التي تواجهها حتى أن البعض يصفها بـ “جمهورية المنيا”.. والأسباب معروفة… ولقد كانت لكم التفاتات مهمة سيدي الرئيس في معالجة مشكلات الإقليم بتغيير المحافظ ومدير الأمن مراراً.. ولكن!!! .. وأود هنا أن اقترح على سيادتكم عقد مؤتمر الشباب القادم في تلك المحافظة ربما تحمل هذه المبادرة حلولاً ناجعة لها ولتكن فرصة لأن تُبحث على هامش المؤتمر أفكار الشباب فيها ومقترحات شباب مصر حولها، بل أدعوك سيدي الرئيس أن يكلف أحد أبناء المحافظة النابهين بمسؤولياتها والأسباب في ذلك كثيرة ومنطقية.
السيد الرئيس
لا أود أن اتناول مشكلات المغتربين المصريين أو ما يعانون منه من تمييز خصوصاً في ملف القبول بالجامعات المصرية فوزرائكم المعنيين على دراية تامة بها.
أعتذر سيدي الرئيس إن اختصرت فأطلت .. تمنياتي لكم بدوام التوفيق والتقدم، ولمصرنا العزيزة بالرخاء والازدهار، وللكويت بالرفعة والرخاء.. حفظكم الله وأميرها المفدى.
أمجد زكي