حديث الخاطر .. فاطمة العسيلي تكتب: حينما تتبدل الأدوار…..!

fatmaalosily@gmail.com
حينما تنقلب الأدوار ، وتختل الموازين ، يرتدي الفنان عباءة الشيخ الحيران ،فينتقل من محطة ممثل إلى داعٍ مبجل ، ويقوم بدور الشيخ الذي كان في يوم من الأيام مرشدا لطريق العلم والإيمان ، وفي وقته وحينه يخلع الشيخ رداء خشوعه ووقاره وينظر في عيني متبرجة فخورة ويثني على حسبها ومن ثم نسبها ويناقش علو شأنها في بيئة عملها…!!، مضحيا أمامها ببوصلة أمانه ، ملقيا من على ظهره رداء المبادئ والقيم ، المطرز بالعلم الذي لا يقدر بثمن …! ويهدر وقته الثمين في قصص المعجبين ، وغناء وطرب من راقصٍ ومرتجلٍ ..!
حينها أدركنا أننا فقدنا الطريق الذي كان يضاء بالمبادئ والقيم فكنا نسير رافعي الرؤوس لا نخشى على أولادنا من مستقبل قادم أو عدو هادم متربص لنا بالدمار الشامل .
فواحسرتاه… على عمرٍ قضيناه في بناء عالم ينطق بالحق في وجه ظالم ، لا يخشى فيه لومة لائم أو بطش قوي جبار يبيع نفسه لشيطان المال ، وغرور الشهره ، ويضع نفسه في موضع القيل والقال والخيبات الثقال .
فإلى ماذا تأخذنا تلك الأيام وتُشهدنا على مالم يحضر في الخاطر والكيان!؟
ماذا حدث وماذا يحدث وما سوف يكون ، لم نعد في مأمن من غدر الأيام
وأضحينا في عصر القابض على دينه وزمام نفسه كالقابض على جمر من نار فإلى متى سنتحمل لهيبها وحرارة كيها ، وطول انصهارها !؟
ربما تسلم الأجيال القديمة التي نشأت في كتاتيب المساجد وعاصرت القراءة والقراء وعلماء الفكر والتفكر والإيمان والتدبر أما النشأ الحديث الذي ولد والآيفون في يده والآيباد في حضنه وبابي ومامي وأنى وآنتي مِشَنّىٓ ماذا سيحدث لهم وأين يذهبون من ألسنة الرويبضة وكيف يسلمون من عصر المادة والتمدن والحداثة الكاذبة والأنا ثم أنا ومن بعدي لا يكون الا انا…!
أشعر بمرارة في حلقي ، وضيق في صدري ، وخوف يجتاح روحي من غدٍ قادم ، غير واضح المعالم ، وفتور عارم يملأ القلوب ، وظلمة حالكة ظللت على عقول واعية كانت مغمورة بالنور والسرور ، والعلم المحفور في كتب القدماء أضاءت به ظلمة الجهلاء ، وكشف به دليل العلماء المسطر في رسائل قديمة حفرت على قبور الملوك وأعمدة القصور بنيت من علم مخطوط أحال التراب ذهبا ، والعجز قدرة ، والظلام نور ، والجهل علم وقوة . ينزف قلمي دمً ، وعقد الخوف لساني ، وهدم الإحباط دواخلي مما حدث وما يحدث وما هو قادم .