العالم
أخر الأخبار

“وكالات”: شارع باسم ليلى خالد يتسبب بأزمة بين جنوب إفريقيا وأمريكا

في تقرير أعده هيو توميلسون وكيت بارليت لصحيفة التايمز البريطانية، أشارا إلى أن المرشح الأبرز لمنصب السفير الأمريكي في جنوب إفريقيا، والذي عُين خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، دعا إلى إغلاق القنصلية الأمريكية في جوهانسبرغ إذا قرر المجلس المحلي تغيير اسم الشارع الذي يقع فيه المبنى إلى اسم ليلى خالد، المناضلة الفلسطينية التي شاركت في عمليات اختطاف طائرات.

وحذر جويل بولاك، كبير محرري موقع “بريتبارت” اليميني الأمريكي، من أن واشنطن ستتخذ “إجراءات صارمة للغاية” في حال تمت إعادة تسمية شارع ساندتون درايف ليحمل اسم “ليلى خالد درايف”، في إشارة إلى أول امرأة قامت باختطاف طائرة.

وقال بولاك، البالغ من العمر 47 عاما، والمولود في جنوب إفريقيا، إن مستقبل القنصلية “في خطر” إذا ما مضى هذا التغيير قدما.

وقال لقناة بيز نيوز تي في يوم الاثنين: “الغرض من إعادة تسمية الشارع هو محاولة إجبار القنصلية الأمريكية على وضع اسم خاطف إرهابي فلسطيني… على ترويسة الولايات المتحدة الأمريكية”. وأضاف: “هذا لن يحدث أبدا، وسيقابل برد حازم”.

ويأتي هذا الخلاف في ظل تدهور العلاقات الدبلوماسية بين إدارة ترامب وحكومة جنوب إفريقيا بعد طرد السفير في واشنطن يوم الجمعة. وقد منح السفير مهلة حتى نهاية الأسبوع لمغادرة البلاد.

واتهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، السفير إبراهيم رسول، بـ”إثارة العنصرية”، وقال إن السفير “لم يعد موضع ترحيب في بلدنا العظيم” بعد التعليقات التي أدلى بها حول إدارة ترامب خلال محاضرة عبر الإنترنت.

ووصف بولاك تعليقات رسول بانها “تجاوزت الحدود تماما، فقد اتهم رئيس الولايات المتحدة بقيادة حركة عالمية للعنصرية البيضاء. هذا أشبه بقول إنه أدولف هتلر أو شيء من هذا القبيل… لماذا يتحدث البيت الأبيض مع أي شخص يحمل هذه الآراء؟”. وردت جنوب إفريقيا على قرار طرد سفيرها بأنه “يدعو للأسف”. ورد بولاك قائلا: “إنه أمر مؤسف للغاية، وعلى جنوب إفريقيا أن تصلحه” و”هذه ليست أزمة يمكن حلها بمجرد إرسال الشخص المناسب ليقول الكلمات المناسبة أو للقاء الأشخاص المناسبين. هذا يتعلق أساسا بسياسات جنوب إفريقيا، وبخاصة سياساتها الخارجية”.

وتشير الصحيفة إلى تدهور العلاقات الأمريكية- الجنوب إفريقية منذ تولي الرئيس ترامب السلطة. وفي قرار تنفيذي الشهر الماضي، جمد الرئيس المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا، متهما إياها بـ”التمييز العنصري الجائر” ضد الإفريقيين البيض، الذين ينحدر معظمهم من المستوطنين الهولنديين في القرن 17. وقد شجع إيلون ماسك، المقرب من ترامب والمولود في جنوب إفريقيا، هذا التحرك المتشدد.

وأصبحت إعادة تسمية شارع في منطقة جوهانسبرغ التي يشار إليها غالبا باسم “أغنى ميل مربع في إفريقيا” أولوية في العام الماضي من قبل أحد رؤساء البلديات السابقين قصيري العمر في المدينة، كابيلو غواماندا من الحزب السياسي الإسلامي غير المعروف “الجماعة”. وقد حظيت بدعم من مقاتلي الحرية الاقتصادية الراديكاليين والمؤتمر الوطني الإفريقي.

وخالد ناشطة فلسطينية سابقة وعضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشاركت في عام 1969 باختطاف رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية ترانس وورلد من روما إلى تل أبيب. اعتقد الخاطفون خطأً أن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة في ذلك الوقت كان على متن الطائرة. وأجبر المسلحون الطائرة على الهبوط في دمشق، وقصفوا مقدمة الطائرة، على الرغم من عدم مقتل أحد في العملية.

ويحكم جوهانسبرغ ائتلاف يضم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وأحزابا أصغر. وقد اعترض التحالف الديمقراطي، المؤيد للغرب والمؤيد لقطاع الأعمال، وهو ليس جزءا من الائتلاف على إعادة تسمية الطريق. وقد جمع التحالف آلاف الاعتراضات، بينما عارضته بشدة أيضا الجماعات اليهودية في جنوب إفريقيا.

في الأسبوع الماضي، صوت معظم أعضاء مجلس المدينة ضد اقتراح التحالف الديمقراطي بوقف إعادة تسمية الشارع، معبدين الطريق للمضي قدما.

وأعلنت نومفولا موكونيان، النائبة الأولى للأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، دعمها لتغيير الاسم، قائلة العام الماضي: “نريد من السفارة الأمريكية تغيير شعارها الرسمي إلى رقم 1 طريق ليلى خالد. نحن نرسل رسالة مفادها أنه لا يمكنهم السيطرة علينا وإملاء ما يجب علينا فعله. ويجب أن يكون ذلك واضحا في وجوههم ويجب أن يكون على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وعلى شعارات رسائلهم”.

وفي الشهر الماضي، أصدر الرئيس سيريل رامافوسا توبيخا خاصا للولايات المتحدة، متهما ماسك بنشر “معلومات مضللة ومشوهة” عن البلاد. واتهم ماسك حكومة جنوب إفريقيا بفرض “قوانين ملكية عنصرية علنية”. في وقت سابق من هذا الشهر، ادعى ملياردير التكنولوجيا أن شركته ستارلينك للإنترنت منعت من العمل في جنوب إفريقيا “لأنني لست أسود”.

من جهة أخرى، عبر البيت الأبيض عن غضبه من جنوب إفريقيا لمواصلتها رفع دعوى قضائية تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى