ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتفاصيل واقعة مشاجرة طالبات داخل مدرسة دولية شهيرة بالتجمع الخامس، الأمر الذي أدى إلى إصابة إحدى الطالبات ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ولم تسفر التحقيقات حتى الآن عن أي نتيجة سوى أن وزارة التعليم تبرأت من الواقعة وأخلت مسؤوليتها تمامًا.
“ليست حكومية أو خاصة”
عندما تواصلت مصادر صحفية مع مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم لكشف تفاصيل الواقعة ومعرفة الإجراءات التي ستتخذها وزارة التربية والتعليم حيال الأمر، قال إنها ليست بجديدة بل كانت منذ أسبوعين ويتم التحقيق فيها من جانب إدارة القاهرة الجديدة التعليمية، وأن المدرسة ليست حكومية ولا خاصة، فهي دولية تابعة لجهات أجنبية.
ويطرح التساؤل نفسه: لإشراف من تخضع المدارس الدولية؟، المدارس الحكومية تخصع لإشراف وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة تخضع هي الأخرى لإشراف الوزارة حسب نص المادة 56 من قانون رقم 139 لسنة 1981، ولكن ماذا عن المدارس الدولية؟
لمن يخضع إشراف المدارس الدولية؟
الخبير التربوي، الدكتور مجدي حمزة، قال في تصريحات خاصة لـ“تليجراف مصر” إن المدارس الدولية تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم إداريًا، وفي حال حدوث مشاجرة بين طلبة على أرض المدرسة من المفترض أن تخضع للشؤون القانونية بإدارة المدرسة أولًا، ثم تحوّل للشؤون القانونية بالإدراة التابعة للمديرية ثم وزارة التربية والتعليم.
وأضاف الخبير التربوي أن سلطة المدارس الدولية أكبر مما نتخيل وعندما تحدث مثل هذه المشاجرات لا تتدخل وزارة التربية والتعليم من تلقاء نفسها، ويتم حل الأمر من قبل المدرسة الدولية، فضلًا عن أن المعلمين المتواجدين بهذه المدارس لا يخضعون لإشراف وزارة التربية والتعليم من الأساس والتعاقد يكون مع المدرسة نفسها وبالتالي سلطة وزارة التربية والتعليم عليهم تكاد تكون منعدمة.
مطالبة بتحقيق عاجل
وتابع: من المفترض أن يكون هناك تحقيقًا خاصا بالوزارة ولكنه على أرض الواقع لا يحدث، وواقعيًا المدارس الدولية أقوى من وزارة التربية والتعليم بدليل أنه في بداية العام الدراسي ألزمت الوزارة المدارس الدولية على أرضها بتنظيم عمل قواعد الدراسة والامتحانات والتقويم بكل المدارس، مشترطة تدريس اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ بصفتها مواد أساسية ضمن خططها الدراسية، وبعد ذلك ألغى الوزير هذا القرار وكأنه لم يصدر.
واستكمل: لا سلطان لوزارة التربية والتعليم على المدارس الدولية إلا إداريًا، حيث تأتي إليها متابعة دورية من وزارة التربية والتعليم، والمفترض أن تتندخل الوزارة عندما يتأذى الطالب لأن طلبة المدارس الدولية مصريين على أراضٍ مصرية ولكن هذا لا يحدث على أرض الواقع.
هل تغلق الوزارة مدرسة دولية؟
وعندما سألناه “هل يحق لوزارة التربية والتعليم أن تغلق مدرسة دولية؟” قال: “بعد تحقيقات رسمية ودقيقة جدًا ممكن يتم غلق المدرسة ولكن وزارة التربة والتعليم حرصًا على مستقبل العملية التعليمية وحفاظًا على مستقبل الطلاب لا يتم غلقها ولكن يتم وضعها تحت الإشراف المالي والإداري حتى تكون العملية التعليمية منتظمة وثابتة كما هي وبالتالي العقوبة تقع على الإدارة”.
وبالبحث في قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981 (أحدث تعديل بتاريخ 8 أبريل 2019 بالقانون 16 لسنة 2019) لم يتطرق مطلقًا إلى المدارس الدولية والعقوبات المفروضة عليها.
رد تعليم النواب
من جانها قالت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، النائبة البيومي، إن المدرس الدولية لا تخضع بشكل مُطلق لوزارة التربية والتعليم ولكن هناك بعض البنود التي تلزم الوزارة على الإشراف من الناحية الإدارية.
وأضافت النائبة أن “ما حدث قضية أخلاقية لابد أن تتدخل الوزارة فيها لأن الطلاب تبادلوا السباب والشتائم وضربوا بعض داخل المدرسة، وبما أن الطلاب مصريين والمدرسة داخل مصر فلابد للوزارة أن تتدخل لأن المشكلة ليست في المناهج ولكنها في الناحية التربوية والأخلاقية، فكيف لا يكون لوزارة التعليم شأن؟”.
تحريات مكثفة
يأتي ذلك فيما تجري أجهزة الأمن بالقاهرة تحريات مكثفة لكشف ملابسات المشاجرة بعدما تلقت مديرية أمن القاهرة بلاغًا من أسرة طالبة تفيد بتعرض ابنتهم للضرب على يد زميلتها مما أدى إلى إصابتها ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج وفور تلقي البلاغ، انتقلت أجهزة الأمن إلى مكان الواقعة، حيث بدأت في سماع أقوال الشهود وإجراء التحريات.
كما يعمل رجال المباحث على تفريغ كاميرات المراقبة داخل المدرسة لتحديد تفاصيل الحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا مقطع فيديو لمشاجرة وتعدي طالبتين على طالبة ثالثة أصغر منهما سنًا، وسبها بألفاظ نابية ثم ضربها بقوة على رأسها ووجهها حتى سالت الدماء منها.
