حديث الخاطر.. متاهة الحياة..!
فاطمة العسيلي fatmaalosily@gmail.com
ما أغرب الحياة التي نعيشها الآن ..!! في نفس اللحظة التي تحاول أن تهرب منها تجدها تتمسك بك ولا تدعك تذهب ! تتوق أنفسنا لما تخبئه لنا في جرابها السحري ، بالرغم من أنها في كل مرة تعطينا شيئا..! ، تأخذ منا شيئا أكبر وأثمن ، نغضب ، نخاف ، نبتعد ، فنفتقد ثم نندم على ما أخذناه منها ، وفي بعض الأحيان تعطينا هي دون طلب !، نعود فنتساءل ماذا تريد منا تلك الحياة !؟ هل نناضل ونطالب ونسعى ونطرق بابها كي تعطينا ؟! أم لا نفعل وننتظر عطاءها السخي لنا دون طلب ، نتساءل ماذا ننتظر منها؟! ماذا نتوقع حدوثه؟! ، بعد قسوتها التي انهكت طاقتنا ونخرت احتمالنا كما يأكل الحديد الصدأ ، بعد كل تلك الخيبات ، والصدمات ، والتجارب الموجعة ،، ندرك أننا كنا نعاني ( تأخر التعلم ) من أخطاء ارتكبناها في حق أنفسنا مرارا وتكرارا ، حتى دون تذكر ما سبق !، تأخذنا لهفة البدايات ، نُخدع بأقنعة قد رأينا مثيلاتها سابقا بالرغم من أن التشابه بينها طفيف !. وتظل الحياة تلقننا درسا وراء درس ، وتلطمنا بصفعة تلو الأخرى ، وفي رحلة عبورنا تلك التجارب تختلف طريقة إستيعاب تلك الصدمات ، تارة نتكلم مع الخالق ونرتمي في رحابه ، وتارة ننخرط في عمليات إلهاء بلهاء من أجل الهروب من مواجهة أنفسنا أو واقعنا المؤلم ،، أو قد نختار أن نستسلم لتغيير سلبي ناتج عن اصابتنا بإحباط ناتج عن خيبة الأمل ، فنفقد الشغف ورغبة البقاء داخل تلك الشرنقة التي اعتدنا عليها فتتملكنا رغبة جامحة في التغيير حتى وان كان لا يشبهنا أو لا يصلح لأمثالنا أو نعلم أين يودي بنا في النهاية ، لكننا في تلك اللحظة لا نبالي بالمخاطر أو نخشى الخسارة ربما : لاننا اعتدنا عليها فأصبحت تألفنا ونألفها ، بل بتنا نخشى الفرح والتقدم والنجاح لأنه ولطالما تكون مصحوبة بفقدان أو خسارة أو خيبة ربما ، لأنه لم يعد هناك من يقف بجانبك أو يدفعك للتقدم والنجاح ويفرح من أجلك ، بل أضحى العكس هو ما يحدث !، نجاحك يؤرق من حولك ويشعرهم بفشلهم ويظهر نواقص دواخلهم فيكيدوا لك أو يحقدوا عليك ، والعجيب أن أقرب الناس هم من يكرهوا لك الخير ويستكثروه عليك ، وعندما تُسقِطُ أقنعتهم الأيام والمواقف نصدم فنتألم ونُحَدِث أنفسنا بصيغة التمني المغلفة بالأسى، ليتنا لم ننجح أو نجد أنفسنا ، ظنا خاطئا منا أن هذا هو سبب ابتعادهم ، متغافلين لولا أنهم خبثاء حاقدون طامعون ما كانوا ليتغيروا أو يبتعدوا ، فقط المواقف وعامل الوقت !، هو من ينزع عن وجوههم البراءة والمحبة الزائفتين . الخلاصة ؛ سيروا في دربكم الذي ارتأيتموه ملائما لكم دون التفات للآخرين سواء رضوا او لم يرضوا وان تخلوا عنكم قبل نهاية الطريق فاجعلوهم الوقود الذي يدفعكم للتقدم وإيجاد ذاتكم وتحقيق غايتكم في تلك الحياة .