رياضة

رسالة إلى الأهلي وجمهوره: عودوا إلى صوابكم

كتب عصام فاروق

 يتساءل كثير من الناس، في هذا التوقيت الحرج والأحداث المؤسفة الدائرة بين جماهير الأحمر (النادي الأهلي) وبين لاعبيه وإدارته، عن الدور الرئيسي للجمهور، هل هو السيطرة والهيمنة والإدارة والتخطيط، أم أن الدور الأساسي للجمهور هو دعم الفريق ومساندته بعد الخسارة أو الهزيمة وتحويلها لانتصار وقوة وشموخ؟ في أغنية لجمهور الأهلي تعبر عن هذا الدور الرئيسي للجمهور يقول: “جمهوره دا حماه، ع الحلوة والمُرَّة معاه”، وفجأة جاء التطبيق العملي عكس ما يقال في الأشعار، فهل تغيّر الجمهور كما يتغير كل شيء من حولنا، أم أن هناك مجموعة مندسة انتهزت الفجوة الحادثة بين الجمهور واللاعبين بسبب خسارةٍ، حدثت وتحدث وستحدث، في مباراة خان الحظ فيها لاعبي الأهلي ولم يكن يومهم؟ هذه الفئة المندسة نفخت في النار المشتعلة في نفوس الطرفين لتوسع الفجوة أكثر وتقتل الود والحب الذي كان يلف به جمهور الأهلي لاعبيه وإدارته بعد كل كبوة واثقًا بأنه الداعم لتجاوز المحنة والانطلاق نحو إنجازات جديدة جعلت الأهلي يتربّع على عرش إفريقيا. هذه الصورة المظلمة القاتمة التي رأيناها في مباراة الأهلي وشباب بلوزداد شارك فيها الجميع جمهورًا ولاعبين ويجب أن نغلب الحكمة ولا نعطي الفرصة للشياطين وأتباعهم (ولا أقصد فردًا أو ناديًا بعينه وإنما أقصد كل من يترصد بشر للنادي الأهلي وجمهوره ويحقد عليه ويتمنى له السقوط أو أفراد لهم مصلحة مباشرة أو غير مباشرة فيما يحدث) لتحقيق ما يخططون له. إلى جمهور النادي الأهلي الحبيب عودوا إلى مدرجاتكم داعمين للاعبيكم كما كنتم فأنتم السند والظهر والمعين لتحقيق الانتصارات واستمرار الإنجازات، واعلموا أن الرياضة مكسب وخسارة، والخسارة تأتي من الأخطاء ونحن بشر نخطئ ونصيب وجل من لا يخطئ، لا تجعلوا من لاعبيكم ملائكة لا يخطئون، وكما تسعدون بفوزهم، ساندوهم في هزيمتهم، وهذا هو دوركم الأساسي، وهذه هي الرياضة يا سادة. أما أنتم أيها اللاعبون فاعلموا أن الجمهور لا يريد لكم إلا الخير، وما سعى وراءكم إلا لتشجيعكم ومساندتكم، قد تتسبب الخسارة في قتل حلم كانوا يتمنون تحقيقه، وهو الوصول إلى النهائي ومواجهة ريال مدريد، ما جعلهم ينفعلون ويخرجون عن حدود المقبول، هنا يجب عليكم أن تحتووا الموقف، وبقليل من الترضية كما حدث في مباراة شباب بلوزداد والذهاب إليهم للاحتفال معهم كان الأمر سيذوب وتنتهي المشكلة، ولكن خروجكم دون أن تحتفلوا معهم زاد من الفجوة. إلى جميع أطراف المشكلة جمهورًا ولاعبين وإدارة يجب أن تظهر يوادر المصالحة اليوم في مباراة المصري بالدوري: عودوا إلى صوابكم وابدأوا صفحة جديدة، وليعد كل طرف إلى جادة عمله، الجمهور للتشجيع والمساندة، والإدارة للتخطيط والتوجيه، واللاعبون لتنفيذ ما يتدربون عليه لتحقيق الفوز والمزيد من الرقي والتقدم والإنجاز على جميع المستويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى