محمد سعيد الرز: سوريا دخلت اليوم في مرحلة استثمار ما حدث
قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن سوريا دخلت اليوم في مرحلة استثمار ما جرى ، ومروحة هذا الاستثمار واسعة جدا، خاصة أن قائد عمليات المعارضة احمد الشرع (الجولاني سابقا ) يحاول صنع رمزية معينة لكن حقيقة هيئة تحرير الشام أنها ليست فصيلا أو حزبا واحدا، بل هي جبهة تضم حوالي ستة فصائل، لكل منها توجهاته ورؤياه وعلاقاته، وهي إذا كانت اتفقت على إسقاط نظام الأسد، فليس واضحا بعد أنها اتفقت على بناء الدولة أي على استثمار ما بعد الثورة .
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن خريطة الساحة السورية الآن تظهر جملة حيثيات أبرزها دور تركيا، وتطلعات أميركا، وأجندة إسرائيل، وطموحات قوات سورية الديمقراطية الكردية المعادية لتركيا، ودور المعارضة الجنوبية، أي في درعا وجبل العرب وهي نقطة انطلاق الثورة منذ الأساس لكنها غير منضوية تحت مظلة هيئة تحرير الشام .
وتابع “إضافة إلى ذلك كله هناك تجربة الحكم المعزول ودروسها ومن أبرزها سقوط منطق حكم الحزب الواحد وانهيار ضمانات الاتكال على قوى أجنبية، ومخاطر الابتعاد عن المحيط العربي مهما كانت حالته والتبعات السلبية لتغييب الحوار بين الحاكم والمحكوم باعتماد لغة القمع وفرض الأمر بقوة الأجهزة المخابراتية، وغياب أو ترهل العقيدة الوطنية في المؤسسة العسكرية .
واستطرد” قديما قال حافظ الأسد أن سوريا كلها لا يمكنها أن تتسع له، ويبدو أن نفس المنطق التزمه بشار، ولكن من دون إمكانيات، هذه الدروس التي برزت من تجربة الحكم المنهار هل درستها المعارضة المسلحة واستفادت منها ؟.
ويرى أنه حتى الآن نجد عند الإدارة السياسية الجديدة في سوريا مواقف معتدلة تحرص على إظهارها للرأي العام الداخلي والخارجي، وتبقى العبرة في التنفيذ وفي إعلان نوايا المرحلة بمواجهة مخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وتعتبر أن بوادره تبلورت، بدءا من الباب السوري وكان وزير خارجيتها بلينكن أعلن ان المطلوب استقرار سوريا تحت إشراف أممي أي تقسيم سوريا وتدويلها ثم الانطلاق منها نحو باقي المنطقة وتحديدا نحو سبع دول عربية موضوعة على مشرحة التقسيم الغربية.
وتابع ” هنا ينبغي أن يتوقف السبات العربي الرسمي ويتجه نحو سوريا لتثبيت ركائز كيانها الوطني، أي وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وانتمائها العربي الأصيل، بحيث تشكل هذه الركائز معيار حكمها وديمقراطيتها ورئاستها وعروبتها وعقيدة جيشها، قبل أن نستفيق على ولايات تركية أو أميركية أو صهيونية أو فارسية تستعيد حقبة الوصاية الغربية وتصدره لكل العرب.