في عصر بات فيه “الترند” غاية للشهرة، حوّل سائق تاكسي بسيط من مطروح يدعى سامح، سيارته الأجرة إلى “مسرح للأحداث” بطولة وإخراجًا، فبينما كان الجميع يشيد بأمانته الفريدة بعد أن عثر على 8 ملايين جنيه وأعادها لصاحبها رافضًا مكافأة مليون جنيه، إذا بـ “الفيلم الهندي” ينقلب إلى “كوميديا سوداء” بعد أن كشفت وزارة الداخلية زيف الواقعة برمتها.
بطولة وهمية
نسج سائق التاكسي، 40 عامًا، قصة خيالية ليصبح بطلًا من ورق، إذ بدأت “المسرحية” عندما كان في طريق عودته من العمل على الطريق بين محافظتي مطروح والإسكندرية، حيث ادعى عثوره على مغلف كبير “شيكارة دقيق صفراء” ملقى على جانب الطريق، وبداخله مبلغ ضخم يزيد على 8 ملايين جنيه، مقسم إلى 400 رزمة من فئة 200 جنيه.
تأنيب الضمير
وبحسب قوله، لم يهنأ بنوم الليل بعد عثوره على الكنز الذي كان سيغير حياته تمامًا، فبينما كان قلبه يخفق فرحًا بهذه “الغنيمة”، كان عقله يصارع تأنيب الضمير.
وفي تصريحات درامية قال سامح “: “لم أتمكن من النوم في تلك الليلة، وكنت أفكر طوال الوقت في كيفية إيجاد صاحب هذا المال، فقررت نشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عنه”.
وبعد فترة وجيزة، تواصل أصحاب المبلغ مع سامح، وأمطروه بكلمات الشكر والثناء على أمانته، حتى أنهم قرروا مكافأته بمبلغ مليون جنيه تقديرًا لموقفه النبيل، بحسب قوله.
مسرحية خيالية
ولإضفاء المزيد من الإثارة على مسرحيته الخيالية، قرر سامح أن يضيف لمسة أخلاقية على أحداثها، فبعد أن أغدق عليه أصحاب المال بـ “الشكر والثناء” وعرضوا عليه مكافأة مليونية، رفضها سامح بـ “شموخ وعزة نفس” قائلًا: “ما فعلته هو واجب عليّ، المال ليس من حقي، والأمانة كنز، وهذه هي المبادئ التي تربيت عليها من أسرتي ومن تعاليم ديني”.
وزارة الداخلية تكشف الأمر
وفي لحظة “درامية” غير متوقعة، أسدل الستار على “مسرحية الأمانة” التي أجاد سامح بطولتها، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من كشف حقيقة ادعائه العثور على “كنز الدقيق” وتسليمه لصاحبه.
وبعد التحقيق في الأمر، تبين أن سامح قد اختلق الواقعة برمتها بمساعدة شخص آخر، بهدف خداع المواطنين وجمع التبرعات منهم مستغلًا “أمانته المزيفة”، ووجد سائق التاكسي نفسه ملاحقًا قانونيًا بسبب مغامرته الفاشلة في عالم “الترند”.