مقالات
أخر الأخبار

أسامة جلال يكتب: لعنة وفضائح إعلانات العزاء!!!

منذ سنوات قليلة وجدتني حريص على قراءة إعلانات العزاء.. لا أعلم هل هو بحكم اقتراب الأجل؟ أم للتعرف على من أتاه اليقين ربما أحد الأصدقاء أو المعارف فأبادر بالتعزية وحتى لا تفوتني مواساة أهل الفقيد.

ما لفت نظري بشدة في هذه الإعلانات أن لغة المال والنفوذ تسيطر بشكل كبير عليها وأنها وسيلة للتقرب لبعض الشخصيات الفاعلة على المستوى المادي والمعنوي أيضا والسياسي بلا شك.. وربما وسيلة للتفاخر والفشخرة الكاذبة والمصطنعة من أهل الفقيد نفسه.. وبالطبع هناك من هم بعيدون عن ذلك لكن الغالبية كذلك في ذلك ولذلك وبذلك.

المصيبة الأكبر في هذه الإعلانات أنها فاضحة وكاشفة لممارسات بغيضة وانتهاكات واضحة ضد المنطق والعقل والدين والأخلاق بل وأيضا للقانون والدستور بالطبع.. فتجد في إعلان مشاركة العزاء أو شكر على تعازي الفقيد وكل اقرباءه تقريبا يعملون في مكان واحد ويتمتعون بصفات أو مسميات كلها في ذات المجال.. فتجد أبن الفقيد الأكبر والأوسط والأصغر بل وأبنته وحفيدته وحفيده كلهم يعملون في ذات الهيئة أو الوزارة أو الجهة والجهات المشابهة بدرجات متنوعة كل حسب عمره وحسب مكانته في العائلة.

أتفهم أن القطاع الخاص يحق فيه لصاحب العمل أن يعين من يشاء في أي وظيفة كانت.. فالمال ماله والحلال حلاله.. له أن ينميه أو يحرقه حتى.. فهو الرابح أوالخاسر من وراء من يضعهم في المناصب الخاصة بشركته أو مؤسسته.

لكن ما يغضبني هو ما حدث ويحدث في مصالح وجهات ووزارات وهيئات القطاع العام الحكومي فتجد الفقيد لا غفر الله له ألحق كل عائلته بذات المؤسسة أو الجهة أو الهيئة أو السلك وبالطبع بالواسطة والمنصب الذي كان يحتله زورا وبهتانا.

اتذكر إعلان قبل عامين تقريبا عن وفاة رجل لا استطيع ذكر أسمه هنا ولا منصبة بالطبع لأنني لا أتمتع بحماية وليس لدي واسطة.. هذا الرجل له منصب مرموق وشامخ ترحمت عليه وتألمت لفقده وما أن أكملت قراءة صيغة الإعلان حتى غيرت من صيغة الدعاء له إلى الدعاء عليه.. فالرجل خمسة من أبنائه بمن فيهم سيدة يعملون في ذات السلك وبمناصب كلها كبيرة يستحيل معها أن تصدق أنهم جميعا يستحقون تلك المناصب!!

فهل كل أبناء هذا الرجل أفذاذ أم أنهم سطوا على فرصة آخرين متفوقين ينقصهم وجود الواسطة والتعريض ليلتحقوا بوظائف يستحقونها؟!!

ما كنت أعلم في بدايات عهدي بالحياة مبررا لمنع بعض الجهات عمل الأقارب من الدرجة الثانية وربما الثالثة في نفس الجهة.. ولكني مع الوقت وبداية انخراطي في الحياة العملية سرعان ما تفهمت السبب واستحسنته ولكن لم يدر في مخيلتي أنه وحتى اللحظة هناك من يخترق القوانين أو يلتف عليها أو يستغل عدم وجودها بأن يسلك هذا العمل المشين وتصل به الصفاقة والحماقة والدناءة بأن ينتهك كل هذه القواعد الاخلاقية والدينية والقانونية في بعض الأحيان.. وأن يجور على حقوق آخرين بهذا الجرم.

أعلم أن ما أكتبه لن يبدل من حال لحال.. ولكنها غصة في حلقي كبقية أخواتها أردت أن ألفظها ربما يهدأ لي بال بعض الشئ وربما يكون هناك من يتعظ ويجعل البشر يترحمون عليه في قبره بدلا من أن يلعنوه ليوم الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى