جاء فشل كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام دونالد ترامب، لتطرح تساؤلاً هامًا لماذا لا تختار الولايات المتحدة الأمريكية سيدة لحكمها؟، لتكون هى التجربة الثانية لفشل سيدة في ماراثون الانتخابات الرئاسية بعد هيلاري كلينتون.
هيلاري كلينتون أول تجربة نسائية في انتخابات الرئاسة الأمريكية
كانت هيلاري كلينتون، السيدة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية التي تترشح للرئاسة، فهى كانت سياسية ومحامية أميركية من طراز فريد.
ولدت «هيلاري» في بيت جمهوري محافظ، بمدينة بشيكاغو في ولاية إلينوي لأسرة متوسطة، وكان والدها جمهوريا محافظا عام 1947، واستطاعت أن تسخر خبراتها في المجال السياسي في قيادة أشرس الحملات ضد الجمهوريين، ولم تكتف بموقع “سيدة البيت الأبيض” فسعت إلى الرئاسة.
فشلها أمام ترامب
لم تفلح «هيلاري» في ماراثون انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام دونالد ترامب، وتولت وزارة الخارجية، وفازت عام 2016 بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسيات الأميركية، لكنها فشلت في السباق الانتخابي الذي ظفر به المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
بعد إنهاء «هيلاري» دراستها بمرحلتيها الابتدائية والمتوسطة، التحقت بكلية ويلزلي، ثم انتقلت إلى جامعة ييل عام 1969 حيث درست القانون، وبدأت حياتها المهنية عام 1971 محامية متدربة في مكتب المحاميين “والكر تروهافت وبورنشتاين” المشهورين بالدفاع على النشطاء الشيوعيين، وناشطي جماعة النمور السود، والحركة الحقوقية.
رحلة الحياة السياسية
كما كانت عضوا في الفريق القانوني الذي شكلته اللجنة القضائية بمجلس النواب أثناء إجراءات إقالة الرئيس ريتشارد نيكسون على خلفية فضيحة “ووترغيت”، وإلى جانب المحاماة، تولت عدة مهام أخرى، أبرزها التدريس في كلية الحقوق بأركانساس، وتقديم الاستشارة لصندوق الدفاع عن الأطفال في كامبريدج، وعضوية مجلس مؤسسة الاستشارات القانونية في عهد الرئيس جيمي كارتر.
وفي سنة 2000، فازت بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، وتمكنت من الاحتفاظ بمقعدها خلال الانتخابات التالية، وتولت عضوية لجنتي القوات المسلحة والميزانية في المجلس، كما تولت وزارة الخارجية في الفترة بين 2009 و2013 في عهد باراك أوباما.
وبعد قرار الجمهوريين ترشيح ريتشارد نيكسون للرئاسة انفصلت عنهم، والتحقت بمعسكر الديمقراطيين، فعرفت بدفاعها عن حقوق المرأة والطفل في الولايات المتحدة وخارجها، مما أكسبها تأييدا واسعا في الأوساط الحقوقية، ولدى الناشطين في مجال الدفاع عن الأسرة.
وخلال تولي زوجها بيل كلينتون رئاسة الولاية المتحدة تحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن نفوذ لها في صنع القرار بالبيت الأبيض، وهو ما أكده بيل كلينتون نفسه في إطرائه لها، إذ رأى أن أميركا عندما اختارته رئيسا لها اختارت معه رئيسة ثانية هي هيلاري.
وفي 2007، أعلنت عزمها على خوض الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي للترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية، واحتدمت المنافسة بينها وبين باراك أوباما في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الديمقراطيين.
من هى كامالا هاريس التي تشكل التجربة الثانية لهزيمة المرأة
كامالا ديفي هاريس، هي سياسية ومحامية أمريكية ونائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، شغلت منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الأحدث عن ولاية كاليفورنيا منذ عام 2017، وسبق وأن ترشحت عن الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس لانتخابات عام 2020، كما أعلن الحزب الديمقراطي ترشيحها للانتخابات الرئاسية لعام 2024 وذلك في مؤتمره بمدينة شيكاغو.
وُلِدت هاريس في أوكلاند في كاليفورنيا، وتخرجت من جامعة هوارد وجامعة كاليفورنيا من كلية هيستينغز للقانون. بدأت حياتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا، وذلك قبل تعيينها في مكتب المدعي العام لمقاطعة سان فرانسيسكو، وبعد ذلك في مكتب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو. انتُخِبت في عام 2003 مدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو. انتُخِبت لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا في عام 2010 وأُعيد انتخابها في عام 2014.
هزمت هاريس لوريتا سانشيز في انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2016، لتصبح ثاني أمريكية من أصل أفريقي وأول أمريكية من جنوب آسيا تعمل في مجلس الشيوخ الأمريكي.
كما دعت هاريس، بصفتها عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى إصلاح الرعاية الصحية، وإلغاء الجدولة الفيدرالية للماريغوانا، ودعت أيضًا إلى طريقة لحصول المهاجرين غير المسجلين على الجنسية، وقانون دريم، وحظر الأسلحة الهجومية، وإصلاح الضريبة التصاعدية. اكتسبت شهرة وطنية لتشكيكها الواضح في مسؤولي إدارة ترامب خلال جلسات استماع مجلس الشيوخ.