قبل أعوام طويلة سافر الشاب مصطفى محمود إلى أمريكا سعيًا للرزق، تاركًا ورائه ابنه البالغ من العمر الآن 16 عاما، حتى يستطع الإنفاق عليه بعدما ضاق به الحال، فعمل في عدة وظائف، آخرها “مقاول بناء”، وظل هكذا حتى قُتل رميًا بالرصاص في شوارع فلوريدا.
القصة بحسب ما روتها نسرين شقيقة مصطفى “: أخويا قُتل على يد شخص إسباني الجنسية بسبب خلافات في العمل الذي جمعهما معًا، إذ أخرج الأخير سلاحه وأطلق عليه الرصاص حتى سقط جثة هامدة غارقا في دمائه.
وأضافت نسرين أنها رفضت هي وأسرتها دفن شقيقها مصطفى في أمريكا، ورغم صعوبة السفر، بدأوا في إجراءات ترحيل الجثمان إلى مصر.
سافر بحثًا عن الرزق
وأكدت نسرين أن شقيقها تغرَّب قبل حوالي 13 عاما للبحث عن الرزق، لينفق على شقيقاته الثلاثة كونه عائلا لهم، قائلة: “كان خيّر وجدع وصاحب صاحبه وكان بيتقن شغله وخلوق وكل الناس بتحبه وكان عايش بس عشان ابنه”.
الشاب مصطفى محمود
وأوضحت نسرين، أن شقيقها مصطفى كان يخطط للسفر إلى السعودية لأداء واجب العمرة، وكان يرغب في جمع إخوته للتوجه إلى مكة المكرمة؛ ليكون أول مكان يجمعه بهم بعد سنوات الغربة هو بيت الله.
ولفتت شقيقة مصطفى المغدور به في أمريكا، إلى أنه كان يتمنى أن يدخل الكثير على يديه إلى دين الإسلام، موضحا أنه سعى بالفعل بالسؤال لمن حوله هناك كيف يمكنه أن يدعو الأشخاص للإسلام، فكان بجانب عمله يستيقظ كل صباح ليمر على جيرانه وأصدقائه في العمل ليمنحهم أيات من القرآن الكريم يقرأوها خلال اليوم.
وعن يوم الحادث، أخبر صديق مصطفى شقيقته نسرين قائلًا: “لم يكن خائفًا.. لقد كان شجاعًا ويحميني.. قبل أن وقوع الحادث، قدم لزوجتي هدية لتساعدنا عندما نشعر بالحزن أو الغضب أو الوحدة، عبارة عن نسخة من القرآن الكريم”.