خطاب ثقافى فى ذكرى عبد الناصر..يعيده مجددًا للحالمين بعودته.. وإلى”أولاده فى البلد”! //
محمود الشربيني :كان النموذج الناهض الواجب كسره والاستعمار يتعلم الدرس :No Nasser Again
محمود قرني :الثورة لم تحتفى بالمناخ الثقافى السائد قبلها لأن رموزها لم يمثلوا معارضة جذرية ضد الفساد والاستبداد الملكى.
ثورة يوليو غيرت وجه الحياة المصرية فى سنوات قلائل وامتلكت مشروعا ثقافيا متكاملا.
مختار عيسى:عبد الناصر نفخ فى روحى برسائله لى وانا فى الابتدائيه ألهمتني مقاومة فقري وصنع مستقبلى.
مازلت احلم بعودته .. مشروعا فكريًا أفتتن به وليس جسدًا ذهب الى بارئه.
د.السيد ابراهيم: مدن القناة التى تضررت من تهجيرها فى المنافى بعد ٦٧ هى من رفضت التنحى وأجبرت ناصر على العودة.
الفن البورسعيدي المقاوم خرج من خيمة الريس محمد يوسف عام ٥٦.
رقة شاعر المقاومة كابتن غزالي استلهمت أغانيها من كلمات عبد الناصر .
محمد اسماعيل : المبدعون الروائيون تجاوبوا مع تبنى ناصر للقضية الفلسطينيه وتناولوها فى أعمال كثيرة.
—————————-
“السيد نام” .. نام اثنين وخمسين عامًا . بقصيدة كان هذا عنوانها ، نزف نزار قبانى مشاعره شعرًا ،عندما غاب جمال عبدالناصر فى ٢٨سبتمبر ١٩٧٠. –
بعد كل هذا الغياب ..أعاد ملتقى الشربينى الثقافى مجددًا “السيد( الذي)نام” ..إلى البلد” ! كان “قبانى” يسأل هذا السيد ( أو عبد الناصر): “متى تعود إلى البلد.. وإلى أولادك فى البلد” ؟
ملتقى الشربيني الثقافى ، فى محاولة منه لاستعادة السيد النائم واستحضاره فى المحروسة ، أقام ندوة عنوان “عبد الناصر ..ملهما لأدب المقاومة” أعادته إلى البلد ..إلى مصر ..ليطل عليها بعد ٥٢عامًا من نومه ، ليري كيف أصبحت ، وماذا فعلت بكل مقاومة أبداها، وكل إلهام مقاوم ،ألهب به الوجدان والأفئدة.
امتلأت عن آخرها-منصة وحضورًا ، قاعة جمعية هيئة خريجي الجامعات – مقر الملتقى فى القاهرة -حيث حضرت جموع غفيرة تناهز الخمسين .الاجواء كانت مفعمة بالوطنية ، وافتتحت الندوة بعزف السلام الوطني من الفنان احمد سمير.. والذي كانت تلك أولى إنطلاقاته الفنيه القاهرية ، بعد مسيرة صحفية كبيرة خارج الوطن..بعدها تحدث مؤسس الملتقى الكاتب الصحفى محمود الشربيني مستهلا كلمته بأبيات من قصيدة لنزار قبانى:
السيدُ نامْ//السيدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إحدى الغزواتْ //السيد نامَ // وكيف أصدق أن الهرم الرابع مات/
وقال كأنه يخاطبه :يا أيها السيدُ .. يا جمال عبدالناصر.. “عندنا خطاب عاجل اليك :الزرعُ فى الغيطانِ والأولادُ فى البلد// يسألون عليك كل قادم إلى البلد// متى تعود للبلد “؟
وقال الشربيني :تتصادف عودة الملتقى إلى مقره القاهري وتوقيتها، مع مرور الذكري الثانية والخمسين لرحيل زعيم لايزال يشغل العالم ..حيًا وميتًا. ذلك الرجل الذي يكثف غيابه زخم حضوره !صحيح ان العالم كله – إلا نحن – لايزال مشغولا بهذه المحاولات ..الدول المتقدمة تفعل ذلك مع ناصر وغاندي وجيفارا ومانديلا وماو ومهاتير وأمثالهم .. لكننا فى مصر لم نعد نفعل!
وأكد على ان ناصر كان هو النموذجُ الناهضُ الواجبُ كسرهِ.. فبحسب أوامر السياسات الاستعمارية: No Nasser Again
————————-
لانقيمه..وإنما نستحضره
————————-
وشدد الشربيني فى كلمته على أنه “لا أبحث فى هذا الجمع الحاشد ، برموزه من مبدعين وكتابا ومثقفين عن تقييم ناصر أو تجربته ، وانما نريد أن ارصد كيف كان تأثير خطابه المقاوم ل الاستعمار والاحتلال والصهيونية، والظلم والاقطاع والاستغلال وغياب العدالة الاجتماعية، وغير ذلك من المضامين التى حملها وعبر عنها وحاول تنفيذها على الأدب والابداع والمبدعين ، وكيف أثروا فى الناس وكيف تأثروا بهم مشددًا على غياب الدراسات فى هذا الجانب ..
——————————-
اول حجر يلقم فى البحيرة الراكدة
-وخاطب الشربيني رواد ملتقاه بقوله : هذه اول مرة تناقش فيها هذه القضية، لذلك فأنتم اليوم أيها المبدعون وأيهاالحضور، أول من يلقم هذه البحيرة الراكدة حجرًا ..فقد يتدفق الراكد نهرًا يروي ويدرس من جديد هذه المضامين التى غرسها ، وظلت باقية تلهب الخيال ،كونها لازمة لأي أمة تنشد التحرر والاستقلال من التبعية ،وتخلق طبقات جيولوجية فى وعى الأمة .. ماجعلها تقاوم فى ٥٦- وتحارب فى رأس العش وشدوان ، وتشتد فى شوارع الادبية والاربعين بالسويس.. والزعفرانة ، وفى شوارع عرايشية مصر و الثلاثين والشهداء فى الاسماعيلية،و والمقاومة البطولية فى بورسعيد والتى كانت فنارًا ملهما لكل بطولات أبناء بورسعيد الجسورة .
-وعلى الصعيد العربي مازال الالهام الناصري المقاوم يخلق أنواعا أخري من المقاومة ، فالفلسطينيون انتفضوا بالحجارة ومازالوا ، وسجنائهم يبتكرون وسائل تهز العالم مثل اضراب الأمعاء الخاوية ، و مؤخرًا شهدنا عملاً بطوليًا مبهرًا، حيث قام ستة من السجناء الفلسطينيين بمقاومة رهيبة وهزموا جدران السجون العاتيه وانتصروا عليه بملاعقهم وإرادتهم الحديدية ، وحفروا نفقًا اسطوريًا هربوا من خلاله.
حديث عابر عن القومية والديمقراطية والثقافة
———————————————
- وختم الشربينى حديثه بقوله :تركنا عبد الناصر لكن بقى خطابه المقاوم وبقي أكثر إلهامه وبقى بعض انجازه .. وهو ما سنناقشه لأول مرة فى ندوتنا المتفردة ..ولنبدأ بالشاعر والكاتب الكبير محمود قرنى فى ورقته التى ألقاها بالملتقى و عنوانها حديث عابر عن القومية والديمقراطية والثقافة اكد فيها أن فكرة القومية لم تنج من نقادها ، والانتقادات المُرَّة التي تعرضت لها الناصرية ارتبطت سببا ونتيجة ، بقوموية الزعيم الراحل ” جمال عبد الناصر” ، لكن معظم هذه الانتقادات لم يجرؤ أصحابها على التفوه بها إلا بعد رحيله ، ولذا فأن الدكتور ” لويس عوض ” في كتابه ” أقنعة الناصرية السبعة ” دعا من ينتقد عبد الناصر بعد رحيله إلى تأمل يتأمل برقيات التهنئة التي كان يرسلها إليه مع كل قرار يتخذه .وكان يقصد توفيق الحكيم ، ويرد على كتابه ” عودة الوعي “. ورغم وصف عوض للحكيم بأنه كاتب شريف ، يضيف عوض : إننا جميعا ، يقصد جميع معاصريه ، مسئولون عن أمجاد عبد الناصر كما نحن مسئولون عن أخطائه أيضا كل حسب موقعه وعلمه .
—————————
الثورة غيرت وجه الحياة المصرية
—————————
وواصل قرنى حديثه فقال ان المشروع الناصري واجه حملات من الجهل والتجهيل والصفاقة وشدد على ان الدولة الناصرية استطاعت ،عبر سنوات محدودة ، تغيير وجه الحياة في مصر ..واستطاعت تحطيم بنية العقل الإقطاعي كما أشارت رسالة دكتوراه أعدتها ” نجلاء أبو عز الدين ” بجامعة شيكاغو ، وقامت الثورة أيضا بإصلاح أوضاع العمال وإنشاء القطاع العام على أنقاض التأميمات التي وقعت على أملاك محتكري المال والسلطة . وصدرت للمرة الأولى قوانين تعتبر العمال شركاء في رأس المال وليسوا أجراء ، وتأسست هيئة التأمينات الاجتماعية لضمان المعاشات مدى الحياة العامل وتوريثها ، فضلا عن إنشاء آلاف المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية الريفية ، و التعاونيات الزراعية ، فضلا عن ثورة التصنيع وقد استطاعت الدولة الناصرية أن تعمق مشروعيتها عبر أكثر من مستوى سواء بالمعني الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي وكذلك الثقافي . ويعتقد الكاتب والمفكر(الراحل) ” محمود أمين العالم ” أن ” ميثاق العمل الوطني ” عام 1962 يعد ” تاريخا جديدا للفكر في بلادنا بل في الوطن العربي كله لأنه ميثاق يبدأ بالفعل لا بالكلمة ، يبدأ بالتحقق لا بالوعد ” .
ويري محمود قرنى أنه على الرغم من أن الدكتور لويس عوض وجه انتقادات لاذعة لعبد الناصر في كتابه أقنعة الناصرية السبعة ، إلا أنه رد عنه غوائل من الاتهامات التي تجانب الموضوعية والفهم العميق لحركة التاريخ . وهذا ما دعاه إلى أن يوضح للحكيم أن الديمقراطية التي يتحدث عنها في العهد الليبرالي مجرد أكذوبة . .
-وتحدث عن الثورة لم تحتف كثيرا بالمناخ الثقافي الذي كان سائدا في الحقبة الليبرالية،لأن تلك الفئة لم تكن تمثل معارضة جذرية في مواجهة الفساد والطبقية والاستبداد الذي مارسته الملكية.
———————-
المشروع الثقافى للثورة
———————-
واكد قرنى بأن المشروع الثقافي للثورة كان في جوهره محاولة لإزالة البعد الطبقي بطبيعته بين فكرة العمل العضلي والعمل الفكري ليكون المثقف في النهاية صورة صادقة للجماهير التي يتحدث باسمها وأشار إلى أن الحقبة الناصرية إضافات نوعية للصروح الثقافية التي كانت قائمة ، بادئة بتحويل القصور الملكية إلى متاحف وإقامة أكاديمية للفنون ، و تأهيل المسرح القومي ، وإنشاء مسرح الجيب ، وإحياء الفنون الشعبية وإقامة العشرات من قصور وبيوت الثقافة وإطلاق سلسلة الألف كتاب الأولى .وهي كلها تعكس صورة جديدة لوعي الثورة بفكرة الثقافة الشعبية وتعميم فكرة الوعي وتوسيع دائرة المعرفة باعتبار أن الحقوق الثقافية جزء لا يتجزأ من الحق في العلم والمعرفة .
—————-
الهام تحدي الفقر
————- –
وفى كلمته قال المبدع الشاعر والروائي والكاتب والناقد مختار عيسي نائب رئيس اتحاد الكتاب قال :أ تحدث كواحد ممن يدينون للرجل بالكثير فإني أستأذنكم في أن أوضح لكم كيف نشأ الفتى ، الذي كان لناصر العظيم دوره الأعظم في أن يتحدى كل عوامل الإحباط ، لأنه وجد في الزعيم صورة الولي الذي ربما كان يظهر له في ليالي السواد ليأخذه إلى هناك .. إلى حيث الإنسان صاحب الحق في الوجود والمشاركة في صنع حاضر وطنه ومستقبله، شأنه شأن من كانوا يظنون أن الوطن حكر عليهم وأنه لامكان للفقراء على خارطته إلا إن يكون عبيدا أو خدما.
وتحدث عن نشأته فى بيت فقير وتجربته “لعل فيها ما يشير إلى الهوة التي أعبرنا إياها الزعيم بانحيازه اللامحدود للفقراء وكيف كان الأنموذج الذي تمثلته متحديا كل ظروف القهر الاجتماعي والفكري”
واضاف :في حارة صغيرة في منطقة «سوق اللبن» بالمحلة الكبرى، حارة ضيقة، كأنبوب مسدود من أحد طرفيه” يفتقر للحياة الآدمية، بسقفه الخشبي المعروف وسلمه المتهالك ،ولاحياة فيه كالتى في بيوت الرفاق . وسط كل هذا تشكلت أولى اللوحات الفنية في عين الطفل وهو يتفنن كل ليلة متأملاً نقوش العرق المتساقط من جبين سقف حان على جدران واطئة، يرسم جيرها المتساقط تشاكيل لا نهائية من الموجودات الافتراضية، وعلى إيقاع مراوغ من لهيب شريط لمبة الجاز، أدرك الفتى فيما بعد حقيقة أحلامه وإحباطاته، وكانت هذه النظرات هي أولى القصائد البصرية التي شكلها الشاعر، والتي لا يزال لها تأثيرها في صوره الشعرية التي لا تكاد تمسك بها إلا لتفلت بين يديك مشكلة صورًا أخرى في تداخلات موجية ودوامية كهالات الضوء المتداخلة أو كدخان يقتحم دخانًا»
وأكد عيسي أن ما كان ينتظر هذا الفتى إلا أن يظل أجيرا ، عاملا في حقل ، أو ورشة صغيرة ليجد قوت يومه الشحيح ، لكن كيف وقد رأى الفتى أن رئيس الدولة ، الزعيم الذي ألهم كل قوى التحرر في العالم لايباهي بكونه سليل الأمراء والباشوات بل بكونه ابن موظف صغير في البريد ، هنا كان على الفتى أن يدرك أنه الولي الذي يطل من بين الرسوم المتخيلة على حائط الجير المتساقط صارخا فيه: انهض وارفع رأسك فقد مضى عهد الاستعباد
وبفخر واعتزاز قال إن ماحققه الفتى اليوم ووجوده في مناصب ثقافية وإعلامية ونقابية رفيعة لم يكن إلا واحدة من ثمار التحدي الذي لقنه إياه الزعيم الذي خاطبه برسالتين متتاليتين وهو في المرحلة الابتدائية معبرا له عن أمله أن يحقق مايصبو إليه وأن يشارك في صنع مستقبل وطنه الذي ينتظره ،معتبرا ان الزعيم نفخ روحه ماجعله في كل موقف لا يرهب غير الله ولا ينحاز إلا لحق” ولايرهبني فقر أو يغريني أصحاب الثراوات الذين كانوا وكان أبناءهم يتباهون بها وبقصورهم بينما أنا الفقر الذي يعيش في منزل كجحر فأر” ؟
أراك رغم رحيلك قادرا على أن تعيد إلى قدرتي على التحدي والصمود فقك كنت المثال الأسمى لهما ، ومازلت أحلم بعودتك، لكن بمشروعك وفكرك الذي من حقي أن أفتن به .
————————
صدق المقاومة عند الزعيم
————————
قال الناقد الكبير الدكتور السيد ابراهيم فى دراسة مهمة عنوانها:
صدق المقاومة عند عبد الناصر.. مدن القناة أنموذجا: .
لقد عرفت السويس المقاومة منذ زمن بعيد، وقريب قبيل قيام ثورة يوليو 1952 بعلم واحد في كفر أحمد عبده، ولهذا لم يكن غريبا أن تتعامل مع النكسة حين تلقى أبناءها من رجال المقاومة الشعبية تدريباتهم المتقدمة مع الجيش في أوائل شهر يوليه من عام 1967م وقد تصدوا في الرابع عشر من من نفس الشهر لأول محاولة يهودية لزرع علم دولتهم المحتلة في نصف مجرى القناة للسيطرة عليه والتي انتهت بأسر بعض جنودهم. وودع أهل السويس دروب مدينتهم على مضض نحو المنافي في محافظات مصر، وتحت ظروف صعبة ومغايرة لما كانوا عليه من حياة كريمة، غير أنهم وأهل البلاد الذين استقبلوهم لم يثوروا على زعيمهم جمال عبد الناصر، أو يلوموه، أو يطلبون له الموت، أو يطالبونه بالرحيل، بل تمسكوا به وأجبروه عن التنحي الذي أعلنه في التاسع من يونيه، وعدل عنه في اليوم التالي، إيمانا منهم بأن الأمل باقٍ ببقائه.. لعلمهم بمدى نقائه.. وثباته.. وعناده .. وإصراره على مواصلة المقاومة حتى النصر، ليقينهم في صدق مقاومته مثل كل المصريين. لقد لعب الفن دورا كبيرا مع ميلاد الفرقة التي أسسها شاعر المقاومة الكابتن غزالي في أواخر عام 1967م، وقد استلهموا بعض من أغانيهم من كلمات الزعيم جمال عبد الناصر في خطبه التي بدأت مع أغنية “أنت المسئول” التي جاءت في افتتاح دورالانعقاد الخامس لمجلس الأمة، وأغنية “المعركة” عندما رفع الزعيم شعار: (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، ولما أعلن في بيان مارس 1968م: (إن الحق بغير القوة ضائع) و(أن ما أُخِذَ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة) خرجت أغنية تردد نفس المعاني، ليخرج هذا الفن المقاوم إلى قلوب المصريين بل العرب، تماما مثلما خرج الفن البورسعيدي المقاوم مع الفدائيين فى ٥٦من خيمة الريس محمد يوسف كلمات تتغنى بتأميم قناة السويس: في بورسعيد الوطنية/ شباب مقاومة شعبية/ دافعوا بشهامة ورجولية/ وحاربوا جيش الاحتلال/ مبروك يا جمال. ومثلما بدأت فرقة “ولاد الأرض” في السويس تلتها في عام 1968 فرقة “الصامدين” بالإسماعيلية، ثم تلتها بعام فرقة “ولاد البحر” في بورسعيد، وأخيرا فرقة “شباب المهجر” بمنطقة رأس البر، وغني عن القول أن ظاهرة سخونة المقاومة بالسلاح وبالنغم معا في مناطق القنال إنما تمثل العينة الجامعة لروح المقاومة المصرية العامة، وذلك لأن مدن القناة الثلاثة كلها تعتبر جديدة النشأة، وأن السكان الأوائل الذين عمَّروا هذه المدن كانوا من جميع مديريات القطر المصري، كما يقول المؤرخ الموسيقي فرج العنتري، تأكيدا لاستلهام كل مصري المقاومة من الذي فجَّر كوامنها فيهم واستنهضها من سباتها الزعيم الحاضر بمبادئه وصدق وسخونة مقاومته حتى تاريخه
الروائيون تجاوبوا مع خطاب ناصر المقاوم
—————————————
- اما المبدع والناقد د. محمد السيد اسماعيل فقال:
واجه المشروع الناصرى ما كان مخططا للعالم العربى من أن يكون تابعا للدول الاستعمارية فحقق اولا قضية الجلاء وتحرير مصر من الانجليز كما ساعد الجزائريين فى تحريرهم من فرنسا والعديد من الدول الافريقية ووقف ضد حلف بغداد وكانت قضية فلسطين محورية فى فكر عبد الناصر وقد تجاوب مها العديد من الروائيين مثل نجيب محفوظ فى ” الحب تحت المطر ” و” الكرنك ” وغيرهما وكذلك يوسف السباعى فى ” طريق العودة ” و” ابتسامة على شفتيه ” التى اسعرض فيها جوانب القضية الفلسطينية ومحمد سلماوى فى ” الخرز الملون ” ورضوى عاشور زوجة الشاعر الفلسطينى مريد البرغوثى فى رواية ” الطنطورية ” التى استعرضت فيها النضال الفلسطينى من خلال شخصية رقية الطنطورية وعائلتها فى قرية طنطور جنوب حيفا التى شهدت مذبحة مروعة وفتحى غانم فى ” احمد وداود ” وبهاء طاهر فى رواية ” شرق النخيل ” وكذلك مجمل أعمال الروائية المصرية من أصل فلسطينى بشرى أبو شرار التى كانت كل رواياتها حنينا لوطنها المسلوب.
اقرأ أيضاً:
ملتقى الشربيني الثقافى يستعيد إطلالته على العاصمة ويعود لمقره الثاني القاهري
الخميس.. ملتقى الشربيني الثقافى ينظم ندوة بعنوان “جمال عبد الناصر .. زعيم ألهم أمّة”