في ذكرى انتصار أكتوبر المجيد.. تعرف على خطة الخداع الاستراتيجي للسادات
كتبت – أمنية إبراهيم:
تحتفل مصر اليوم الخميس بذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة، والتي حفرها التاريخ بحروف من ذهب، وتظل خالدة في أذهاب وقلوب المصريين، بعد استعادة الشرف والعزة والكرامة، بعد تحرير الأرض المغتصبة من العدو الإسرائيلي، ذكرى حرب أكتوبر المجيد عام 1973.
اقرأ أيضًا.. طيب!!! روح 6 أكتوبر.. بقلم : حسام فتحي
وكان لخطة الخداع الاستراتيجي التي وضعها السادات دور كبير في انتصار مصر بحرب أكتوبر.
وضع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالقوات المسلحة، والمخابرات، خطة خداع استراتيجي، تم تنفيذها في الفترة التي سبقت الحرب، تمثلت في تحركات كان هدفها تشتيت العدو وتضليله، منها الإعلان أكثر من مرة عن احتمالات شن الحرب، وهو ما دفع إسرائيل إلى الاستعداد واستدعاء القوات الاحتياطية، ليتم تأجيل الحرب، وهكذا أربكت مصر حسابات العدو، وخدعته بخطة شملت الجانب الإعلامي والاقتصادي والسياسي.
وكان من ضمن الخطة تسريب معلومات للجانب الإسرائيلي، مفاداها أن مصر ستبدأ إجراء مناورات شاملة وليس حربا في الفترة من 1 وحتى 7 أكتوبر، وفى يوم 9 أكتوبر سيتم تسجيل الضباط الراغبين في تأدية مناسك الحج، وكذلك تنظيم دورات رياضية عسكرية مما يتنافى مع فكرة الاستعداد للحرب، والإعلان عن السماح لسائر المصريين بالسفر لتأدية الشعائر نفسها مما جعل إسرائيل تظن أن مصر لن تخوض حربا وأنه لن يحدث أي هجوم من قبل الجيش المصري على قواتها.
اتفق الرئيس السادات مع سوريا على خوض الحرب بمصر وسوريا في نفس الوقت، ولم يكن أحد يعلم موعد الحرب سوى مصر وسوريا، حتى إن السادات حينما توجه للقاء ملك السعودية يخبره بخوضهم الحرب، وسؤاله عما إذا كانت المملكة ستساند مصر، فرد عليه الملك بأن السعودية بالفعل ستدعم مصر، وستقف بجانبها، دون أن يخبر السادات ملك السعودية بموعد الحرب الذي ظل سريا.
بدأ الطيران في تمام الساعة 2 في ضرب 56 هدفا بعمق سيناء، وشارك في الضربة 220 طائرة مصرية، حققت أهدافها بضرب مطارات واحتياطات العدو، وعادت بخسائر بسيطة جدا تقدر بـ2.5%، وبعد انتهاء الطيران من مهمته في 53 دقيقة، بدأ 1500 مدفع، في عمل تمهيد نيراني متتالي على خط بارليف، ثم حملت قوات المشاة 750 قارب مطاطي ونزلت إلى قناة السويس، قبل أن تفرغ المدفعية من ضرباتها، وقبل ذلك بيوم استطاعت أفراد من قوات الصاعقة عبور قناة السويس سباحة، والوصول إلى مخازن النابالم وتعطيلها”.
روى الجنود كواليس الساعات الأخيرة التي سبقت الحرب، قائلين إنهم كانوا ينتظرون يوم العبور لتدمير خط بارليف الذى قالوا عنه إنه لا يقهر وفي يوم الجمعة، أي قبل المعركة بيوم واحد، جمعهم قائدهم عقب صلاة الجمعة التي ألقى خطبتها فرد من التوجيه المعنوي، ليقص عليهم كرامات ومنزلة الشهيد، وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمرهم القائد بالإفطار في اليوم التالي دون الصيام، لأنهم سيخوضون معركة، لكن عليهم أن يبقوا تلك المعلومات سرية حتى لا تصل إلى العدو.
ومن ضمن خطة الخداع التي مارسها الجنود المصريون، بدأ بعضهم في غسيل الملابس، بينما يقوم آخرون بلعب الكرة، على الرغم من علمهم بخوض المعركة، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعات، وتكليفهم بأن تتولى كل مجموعة السيطرة على دشمة من الدشم الحصينة للعدو، البالغ عددها حوالي 33 دشمة ممتدة من السويس إلى بورسعيد.
وأكد القائد لهم أن توقيت القتال بالنسبة لهم كان الساعة 2 ظهرا، لأنه بعد 5 دقائق ستقوم المدفعية الثقيلة بضرب أهداف العدو، ثم بعد 5 دقائق أخرى سيتولى سلاح الجو العبور، ثم بعد ذلك ستكون هناك ضربة ثانية للمدفعية، وفى هذا التوقيت سيكون المشاة والمهندسين يحملون القوارب لعبور قناة السويس.
وقسمهم قائدهم لـ 3 مجموعات، بحيث تعبر الأولى ثم الثانية، للاشتباك، ولا بد أن تقضى المجموعة الثالثة على العدو، مشيرا إلى أنهم كانوا يحملون أرواحهم على كفوفهم، منتظرين الشهادة، لكن بعد قتال العدو والثأر منهم.