علشانك يا مصر بقلم : فوزي عويس.. البرلمان الأوربي … وحقوق الإنسان
• لم أستغرب لغة الاستعلاء التي اتسم بها البيان الأخير الصادر عن البرلمان الأوربي بشأن حقوق الإنسان في مصر لأن هذه هي نظرتهم العنصرية لبلادنا وأبلغ دليل ما قال به مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوربي “جوزيب بوريل” قبيل شهر تقريبا حيث وصف أوربا ب”الحديقة” والعالم خارجها ب”الغابة” ، فماذا تنتظر من عائلة الحديقة
عندما تتحدث عن أهل الغابة؟! وهل من حقوق الإنسان أن يصف هذا المسؤول وهو أكبر دبلوماسي في الإتحاد الأوربي كل من ليس أوربيا بأنه من أهل الغابة ؟! ، وفضلا عن كونه استعلائي فقد جاء البيان مليئا بالمغالطات والإدعاءات الباطلة ولايمكن توصيفه سوي أنه تدخل في الشأن المصري الداخلي فمن ذا الذي أعطي البرلمان الأوربي حق تقييم أوضاع حقوق الإنسان في مصر وهو الذي أنشئ ومن بين اختصاصاته مراقبة حقوق الإنسان في بلدانه ؟ وأين هي تقاريره بشأن أوضاع حقوق الإنسان في الدول الأوربية أم أنها بلدان فاضلة لاتمس فيها شعرة واحدة من رأس أي اوربي ؟!
ان هذا البيان الذي صدر فور انتهاء قمة المناخ في شرم الشيخ وجاء كردة من ردات الفعل علي نجاحه المبهر كان هدفه الرئيسي المطالبة بالإفراج عن شخص أو مجموعة أشخاص من المسجونين الجنائيين الذين هددوا الأمن القومي المصري ، وهنا أجد نفسي مضطرا للإستعانة بقول رئيس وزراء بريطانيا السابق “ديفيد كاميرون” فور حدوث فوضي في بريطانيا : عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لبريطانيا فلتذهب حقوق الإنسان الي الجحيم ، فهل حلال عليهم حرام علينا المحافظة علي أمننا القومي ؟! أما عن الكذب في البيان فحدث و لاحرج فقد ورد فيه انتقاد لحالة الطوارئ في مصر ! ، ولاأعتقد أنه يغيب عن مصدري البيان أن حالة الطوارئ تم الغاؤها في مصر منذ اكتوبر من العام الماضي ولكنه الإفتراء في أبشع صوره والذي امتد ليدعي أمورا لايمكن تصديقها من قبل رجل الشارع المصري البسيط مثل ادعاء تنفيذ مصر لعقوبة الإعدام بحق الأطفال ! ، لقد أحسن مجلس النواب في رده التفصيلي علي هذا البيان الإستفزازي وخصوصا حين أشار الي الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في دول الإتحاد الاوروبي علي رأسها المخاطر التي يواجهها المهاجرون واللاجئون والأقليات العرقية ،والعنصرية الممنهجة ضد بعض الدول الأوربية ، وتنامي العديد من الظواهر المقلقة والتي تهدد أمن وسلم المجتمع كالإسلاموفوبيا ، وخطاب الكراهية ، والعنف ضد المرأة والجرائم التي ترتكب ضد القصر ، وعنف الشوارع ، وألم ير البرلمان الأوربي كيف تستضيف مصر أكثر من عشرة ملايين لاجئ يتمتعون بكل حقوق المصريين من دون وجود خيام علي الحدود أو طلب المساعدة من أجل رعايتهم أم أن هذا لا يدخل في اطار حقوق الإنسان ؟! وألم يسمع عن برامج الحماية الإجتماعية الذي نفذته مصر من أجل ضمان حياة كريمة لذوي الدخل المحدود ، وألم يشاهد كيف استطاعت مصر القضاء علي فيروس c في زمن قياسي، وألم يعرف كيف تمكنت مصر من القضاء علي العشوائيات ونقل سكانها الي مساكن لائقة ؟! أليس هذا كله وغير هذا من أجل ضمان حقوق الإنسان ؟! ان هذا البيان الذي يتطلب بالضرورة ردا شافيا من البرلمان العربي ومن الاتحاد البرلماني العربي يؤكد بما لايدع مجالا للشك أنه بيان سياسي بامتياز وأن البرلمان الأوربي يكيل بمكالين ولايري بالعينين ، ولربما كان الغرب بمثل هذه النظرة وبمثل هذا التعامل انما يسير في طريق الإنتحار كما قال وزير الثقافة والإعلام والرياضة السابق “كريس سميث” في كتابه “انتحار الغرب” الذي تحدث فيه عن النهاية الوشيكة لدول الغرب بعد أن تدنت كل العوامل التي أسس عليه نجاحه وتقدمه ، وهو الأمر الذي أكده الكاتب والسياسي الأمريكي “باترييك”الذي سبق وعمل مستشارا للعديد من رؤساء أمريكا في كتابه “موت الغرب”والذي أكد فيه أن
أن الغرب يسير نحو نهايته الحتمية ،
ان حقوق الإنسان في بلادنا كفلها الدين الإسلامي الحنيف ولن يكون من بينها حريات من نوعية “المثلية” البغيضة المناقضة للفطرة الإنسانية والتي يقاتلون من أجل نقل ثقافتها الي بلداننا بإعتبارها حقا من حقوق الإنسان في الوقت الذي تلجأ فيه بريطانيا وفقا لما نشرته “أخبار اليوم” السبت الماضي الي طرد طالب من احدي المدارس بسبب قصة شعره المستوحاة من تسريحة شعر نجم كرة القدم العالمي “رونالدو” ، فهل “المثلية” حقا من حقوق الإنسان وتسريحة الشعر ليست كذلك ؟! بإختصار انهم يحاربون مصر وهم يرونها تقوي ولايريدونها أن تنهض ، ولعل هذا البيان يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح في ظل “الجمهورية الجديدة فبئس البيان بيانكم الذي لايستحق قيمة حبر القلم الذي كتب به … والله من وراء القصد
مواضيع متعلقة:
علشانك يا مصر| بقلم : فوزي عويس.. استفتاء بلا صناديق
علشانك يا مصر| بقلم : فوزي عويس.. المسؤولية المشركة .. وتهنئة للبابا تواضروس
علشانك يا مصر بقلم : فوزي عويس.. مؤتمر المناخ … ارادة شعب وعزيمة قائد