مقالات

علشانك يا مصر بقلم : فوزي عويس .. إمام المحدثين .. أحمد عمر هاشم

اقرأ أيضا

علشانك يا مصر بقلم : فوزي عويس.. البرلمان الأوربي … وحقوق الإنسان

•• فضيلة العالم العلامة الإمام الدكتور أحمد عمر هاشم ليس مجرد عالم من علماء الأزهر الشريف الذين تخرجوا في صرحه وصالوا وجالوا في كثير من بلدان العالم لخدمه أهدافه ، بل هو مجموعة علماء في شخص عالم واحد ، ومكتبة علم متنقلة ينهل منها المسلمون في شتي ربوع المعمورة ، وهو عالم ذو قيمة وقامة ، فقامته كبيرة بما وهبه الله تعالي من علم ، وقيمته عظيمة بما بذل ولايزال يبذل أطال الله في عمره من جهود جهيدة في ميدان الدعوة الإسلامية كإحدي القوي المصرية الناعمة ، ولهذا فلا غرابة حين يخصه رئيس الجمهورية بتكريمين متتاليين لا مثيل ولاشبيه لهما منزلا فضيلته منزلته المستحقة تقديرا له وللعلم وهو أمر غير معتاد وغير مسبوق علي هذا النحو الذي أتي به الرئيس السيسي ، وقد أكرمني الله تعالي بالتعرف علي فضيلته والإقتراب منه منذ أكثر من 25 عاما التقيته خلالها كثيرا في حوارات صحفية متعددة آمل توثيقها في كتاب قريبا ان شاء الله تعالي تعميما للفائدة .

وقبيل أيام تشرفت بزيارة فضيلته بهدف الاطمئنان علي صحته بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها وتخطاها بقوة إيمانه وارادته فتكرم كعادته بإهدائي مجوعة من اصداراته بالإضافة الي آخر وأحدث إصدار عنه أنجزه نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر عن فضيلته تحت عنوان “إمام المحدثين أحمد عمر هاشم” والذي أعده بمهنيةوحرفية الإعلامي أيمن السيسي ، هذا الكتاب الذي جاء بمثابة دعوة للسلام العالمي ومواجهة التطرف من خلال التعرض لسيرة ومسيرة ومؤلفات وممارسات وقصائد هذا العالم الكبير ، وبما حوي من معلومات وشهادات تعكس وسطية الإسلام كدين عالمي يجب أن يكون في متناول كل طلاب جامعة الأزهر الشريف وحبذا لو تم اعتماده كمادة دراسية في مناهج الأزهر الشريف ففيه من المادة العلمية مايمكن أن تشكل وجدان الطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية مثلا هذا بالإضافة الي خطبه المتميزة والمتفردة علما وفكرا وشرا ونثرا ووقتا والتي يجب أن تذاع وتبث أيضا بإستمرار فهي من أهم أدوات مواجهة الفكر المتطرف ، كما أري بضرورة وصوله لكل خطباء المنابر في مصر لكي يقتدوا بهكذا عالم وخطيب مفوه لا يباري ولا يجاري ولا يشق له غبار كونه أحد أهم أعلام الحديث في القرنين العشرين والحادي والعشرين كما وصفه وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعه، والذي قال عنه الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور بأنه اذا خطب في الناس أخذهم من أنفسهم لأن خطبه شعر فياض ونثر جياش فقد آتاه الله الكثير من الفصاحة والبلاغة والبيان ، وهذا كله ما كان يبدو جليا في حواراتي الصحفية الكثيرة معه .

كما أنه لم ينافق أو يداهن وكان يعطي كل قضية حقها المستحق من دون تهويل أو تهوين ، وكلنا يذكر انجازاته عندما كان رئيسا للجنة الدينية في مجلس الشعب فعلي سبيل المثال استطاع تغيير بعض القوانين واللوائح لكي يتم تنظيم عملية الحج والعمرة بحيث تكون هناك جمعيات تتبع وزراتي “الشؤون والتضامن” ، وشركات سياحية تتبع وزارة السياحة ، وعلي أن تكون القرعة من مهام وزارة الداخلية ، كما كانت له وقفة شجاعة بقيادته لرجال الأزهر ضد وزير الثقافة السابق فاروق حسني وطالبه بالعودة الي الحق وتحداه تحت قبة البرلمان وانضم للطلاب الثائرين ضده المطالبين بمصادرة كتاب “وليمة لأعشاب البحر” حتي اجبروه علي منع تداوله ، وحين أفتي فضيلة المفتي بأن الذين غرقوا خلال الهجرة غير الشرعية ليسوا بشهداء وقف ضده حتي أفتي مجمع البحوث الإسلامية بأنهم شهداء وهذه مجرد أمثلة ليس الا ، وأذكر أنني طلبت منه في بداية السنة السوداء الغبراء لحكم الجماعة الإرهابية أن يوجه رسالة لرئيس الجمهورية فقال له “اتق الله ولاتنحاز لحزبك وكن عادلا” ، وعاني ماعاني من محاولاتهم تحجيم دور الأزهر وعلمائه واعتبر أن ذلك كان بمثابة أول مسمار في نعشهم ، كما واجه الراحل الدكتور يوسف القرضاوي حين قال بأن عزل الدكتور محمد مرسي أعظم عند الله من هدم الكعبة حجرا حجرا ! ولهذه الجزئية سوف أخصص المقال المقبل ان شاء الله تعالي .. والله من وراء القصد

••آخر الكلام : “اتقوا الله تعالي في فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم” .. أقولها لأولئك الخبثاء الذين يشيعون بين الحين والآخر خبر وفاته تارة وخبر نقله الي المستشفي تارة أخري كما شهدنا في الفترة الأخيرة ، وياليت كل من يتناقل خبر من هذا النوع عبر أدوات التواصل الإجتماعي يسعي أولا للتأكد منه ، ومرة أخري “اتقوا الله في الرجل كي لاتؤذوه وأهله ومريديه ومحبيه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى