
تدركنا اليوم الذكري 49 لحرب اكتوبر المجيدة والتي ستظل علامة مضيئة وملحمة عظيمة في تاريخ أمتنا العربية ، وكيف لا وقد قلبت الموازين العسكرية في العالم وقضت علي اسطورة جيش اسرائيل الذي لايقهر ، هذه الحرب التي تم التخطيط لها بذكاء منقطع النظير من خلال خطةش خداع عبقرية جعلت وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر يقول “فاجأتنا الحرب علي نحو لم نكن نتوقعه ولم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود مخطط هجوم عربي” ، فيما قال “الرئيس الأمريكي السابق نيكسون “لم يعد موشي ديان كما كان وانطوي علي نفسه فقد كان دائم القناعة بأن العرب لم يعد في وسعهم أن يحاربوا” ، بينما قالت رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة جولدا مائير “كارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي وسيظل مرافقا لي علي الدوام فعندما لاح أمامي شبح نهاية اسرائيل أرسلت برقية للرئيس الأمريكي نيكسون قلت له أنقذونا أنقذونا فإسرائيل تحترق” ، أما وزير دفاعها موشي ديان الذي انهار في اليوم التالي للحرب بعد أن حطمت القوات المصرية كافة الهجمات الإسرائيلية ووصلت القوات السورية لمسافة لاتتجاوز 5 دقائق من وادي الأردن فقد قال “انها حرب حطمت اسطورة ان الجيش الإسرائيلي لايمكن مقاومته فقد كانت حربا صعبة معارك ، الدبابات فيها قاسية ومعارك الجو فيها مريرة، لقد كانت حربا ثقيلة بأيامها وبدمائها ، وما أكثر ماقيل عن هذه الحرب علي ألسنة القادة الإسرائيليين السياسيين والعسكريين لكني أكتفي بهذا القدر
6 أكتوبر 1973 .. هذا الحدث العظيم الذي سجله التاريخ في أنصع صفحاته بأحرف من نور لازلنا وسنظل نستذكره ونروي مآثره لأولادنا وأحفادنا ليقصوها بدورهم لأولادهم وأحفادهم حتي يتعلموا أن الأرض هي العرض وأن العزيمة هي طريق النجاح وكيف لا وهو تاريخ استعادت فيه الأمة العربية عموما ومصر خصوصا الكرامة المسلوبة في الخامس من يونيو العام 1967 بعد أن عبر فيه الجيش المصري قناة السويس علي صيحات ” الله أكبر” ليرفع العلم المصري علي أرض سيناء الحبيبة رغم سابق تحذيرات القادة الإسرائيلين بتحويل لون قناة السويس من الأزرق الي الأحمر وبمصير يجعل الجنود المصريون طعما للأسماك ان هم فكروا في عبور القناة ، كما حطم الجيش المصري في هذا اليوم العظيم خط بارليف الذي كانوا في اسرائيل يطلقون عليه “الصندوق المستحيل” وقالوا عن حصانته “القنابل الذرية فقط هي التي يمكن أن تؤثر فيه” ، انه حقا تاريخ للتأريخ ولو كره الكارهون أو شكك المغرضون
وحري بنا في هذا المقام أن نستذكر كيف زرعت هذه الحرب في نفوس المصريين خصوصا والعرب عموما روحا جديدة جبارة ومن منا يمكن أن ينسي القرار السوبر في حرب اكتوبر والمتمثل في استخدام العرب لسلاح النفط دعما للمعركة من خلال قطع امداداته عن الدول الغربية الداعمة لإسرائيل وعلي رأسها أمريكا ، ورحم الله تعالي الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الذي بادر وأعلنها من قلب لندن وقال بأن النفط العربي ليس أغلي من الدم العربي ، ثم تبعه بقية القادة في قمة دعت لها الكويت أقرت هذا التوجه ، وما أكثر مايمكن أن يقال عن أثر وتأثير هذا القرار التاريخي علي أمريكا والغرب ، وكم نحن الآن في أمس الحاجة لإستلهام هذه الروح محليا من خلال تلاحم الشعب مع قيادته السياسية لأجل بناء الجمهورية الجديدة وبالعمل الدؤوب كل من موقعه وبنبذ الشائعات الممنهجة والممولة التي تستهدف اصابتنا باليأس بهدف عرقلة مسيرة التنمية، وأما عربيا فنحن مقبلون علي قمة عربية ستنعقد بالجزائر في الأول من نوفمبر المقبل بعد توقف ثلاث سنوات بسبب أزمة “كورونا” ، هيأ لها الرئيس عبد الفتاح السيسي الأجواء من خلال القمم العربية المصغرة التي تبناها ورعاها في الفترة الأخيرة والتي دفعت بالرئيس الأمريكي بايدن أن يأتي الي المنطقة ليسمع من قادتها وقد سمع ، اننا أمام فرصة ذهبية حقيقية في القمة العربية المقبلة لإستعادة التضامن العربي المفقود من خلال استلهام روح نصر اكتوبر العظيم الكفيلة بتدشين عهد عربي جديد خصوصا وأن النفط الآن وفي ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية برز كسلاح عربي فعال .. رحم الله تعالي شهداءنا الأحياء عند ربهم يرزقون ، فاللهم أظلهم بظل عرشك يوم لاظل الا ظلك .. والله من وراء القصد
آخر الكلام : في المقال المقبل نتحدث عن “الفيلم السوبر عن حرب اكتوبر” والذي لم نره للآن رغم ماتم تقديمه من أفلام لاترقي الي مستوي هذا الحدث العظيم.
علشانك يامصر| بقلم : فوزي عويس اللطيف .. والمخيف
علشانك يا مصر| بقلم : فوزي عويس.. حرب الشائعات .. و”الشيخ الصغير