مقالاتمقالات كتاب الموقع
أخر الأخبار

طيب!!! 100 مليون شجرة.. بقلم : حسام فتحي

تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام عشرات الصور والفيديوهات للمدن والمشروعات الجديدة التي يجري افتتاحها، وكانت «المنصورة الجديدة» ومحور التعمير (المشير أبوذكري) من أكثرها لفتاً للأنظار.
ما كل هذا الجمال.. والإبداع.. شواطئ خرجت من العدم، ومدن تنافس «نخلة دبي» روعة، وطرق سريعة بعدد حارات غير مسبوق، حقيقة «مصر تتغير» والآن أقرأ عن مبادرة زراعة 100 مليون شجرة «مثمرة» في المدن الجديدة وشوارع المناطق المتطورة، هل يتحقق الحلم؟.. هل نسير في شوارع التجمع وزايد والعاصمة الإدارية وحدائق أكتوبر وكل المدن الجديدة ونحن نسعد ببهاء شكل أشجار الزيتون والبرتقال واليوسفي والجوافة، ونخيل البرحي والمدجول؟ ونشم روائح الليمون والحمضيات؟
ما المانع لو أصدرت الحكومة قرارا يجبر «الكومباوندات» التي تشغل «التجمع» و«زايد» و«6 أكتوبر» على أن تزرع حول أسوارها العالية أشجاراً ونخيلاً مثمراً بدلاً من الأشجار الخشبية غير المثمرة، علماً بأن شبكات الري موجودة وتروي الأشجار الخشبية، وكاميرات المراقبة تنتشر على الأسوار، وكل «كومباوند» لديه عمال ومهندسو الزراعة المختصون به، أو شركة الزراعة المتعاقد معها، ويمكن تخصيص ثمار هذه الأشجار للعاملين في كل «كومباوند» من عمال نظافة وزراعة وصيانة وأمن وخلافه.
رئاسة الجمهورية أطلقت «المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة» ما بين مثمرة وخشبية، وحددت الجهات المختصة 9900 موقع بمساحة 6600 فدان في جميع محافظات مصر لتكون غابات شجرية وحدائق مثمرة، وجارٍ بالفعل تنفيذ المبادرة التي يتوقع أن تغير شكل هذه المناطق خلال أعوام قليلة، وتحد من مخاطر الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وتزيد إنتاج الثمار وخاصة التمور والزيتون والحمضيات.
الحكومة خصصت 3 مليارات جنيه لتنفيذ المبادرة، و7 سنوات لإتمام تحقيقها تكتمل عام 2028، وتشارك في التنفيذ وزارة الزراعة والنقل، والمحافظات، والمجتمعات العمرانية الجديدة.
هذا ما تقوم به الحكومة، فماذا عن منظمات المجتمع المدني والأفراد الذين يستطيعون مضاعفة هذا الرقم؟
.. ويبقى السؤال الأكثر أهمية: هل نحن مؤهلون لتغيير عادة «اقطع الأشجار حيثما وجدتها؟!»، ومؤهلون للتعامل الحضاري مع «الشتلات» المثمرة ورعايتها حتى تثمر، ومن ثم الحفاظ على ثمارها حتى تصل لمستحقيها؟ أظن أن هناك دوراً كبيراً يجب أن تقوم به كل أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة ووسائل التواصل لإرساء عادات ومفاهيم كثيرة تليق بـ «مصر الجديدة».
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

مواضيع متعلقة:

طيب!!! شرفاء روما (1) بقلم : حسام فتحي

طيب!!! شرفاء روما (2) بقلم: حسام فتحي

طيب!!! شرفاء روما (3) بقلم : حسام فتحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى