طيب!!! في ذكرى صاحب نوبل بقلم : حسام فتحي
مر يوم 11 ديسمبر كغيره من الأيام دون ضجة، رغم أنه ذكرى ميلاد صاحب نوبل وعاشق القاهرة القديمة ورائد الكتابة الواقعية الروائي والأديب الفذ نجيب محفوظ.
بالنسبة لي فإن الأديب الراحل صاحب الثلاثية ومخلد الحرافيش هو أديبي المفضل دون منازع، صاحب «سرد» لا يقاوم ولغة سلسة لا تملها أذن، وفي ذاك اليوم كم تمنيت أن أكون في القاهرة حتى أقضي اليوم سائراً في حواري الجمالية حيث ولد أديب نوبل متنقلاً بين شارع المعز والحسينية وباب زويلة وباب الفتوح، وشارع جوهر القائد والقصبة فالدرب الأحمر وشارع أمير الجيوش والغورية وتكية السلحدار والأقمر، وتحت الربع.
فعندما تسير بقدميك بين أبنية تعود لألف عام مضت تشعر بأن رئتيك امتلأتا بعبق تاريخ تليد.. من زمن الدولة الفاطمية، وساعتها ستتعرف أكثر على روافد تشكيل فكر وأدب أحد أعظم من أنجبت مصر.. نجيب محفوظ.
ولكنني للأسف خارج أحلى المدن.. قاهرة المعز.. ومر بذهني أن 16 عاما مضت على وفاة أديب نوبل العربي الوحيد، دون أن نشهد عملاً فنياً واحداً يخلد ذكرى الأديب المصري الكبير وذلك بالرغم من حوالي 7 كتب ضخمة تتناول سيرته وأفكاره وأدبه وحواراته، كتبها «فطاحل» الأدب وعمالقة الصحافة: رجاء النقاش ـ يوسف القعيد ـ محمد سلماوي ـ جمال الغيطاني ـ محمد شعير، وغيرهم.
وبالرغم من وجود «شائعات» حول بدء الكاتب والسيناريست اللامع عبدالرحيم كمال التواصل مع أسرة أديب نوبل الراحل للحصول على سيرة ذاتية تعتمدها الأسرة لتحويلها إلى عمل فني وتم ترشيح أحمد حلمي لتجسيد شخصية محفوظ، إلا أن شيئاً من ذلك لم ير النور، وربما ينتظر صناع الدراما صدور «سيرة نجيب محفوظ» والتي أعلنت كريمته أم كلثوم أنها عاكفة على إنهائها بنفسها.
أتمنى أن تتبنى الدولة إنتاج عمل درامي يرقى إلى مستوى «صاحب نوبل» ومكانته بين أدباء العالم. وأن تعتبره رأس حربة عودة الدولة المصرية إلى سابق عهدها في قيادة هذا القطاع الثقافي الحيوي، وأن تستعيد بـ «نجيب محفوظ» مكانها ومكانتها كهوليوود الشرق، وعاصمة السينما والمسرح والتلفزيون، وامبراطورة الدراما المتوجة في العالم العربي والشرق الأوسط.
وأرجو ألا أتفاجأ بفيلم عنوانه «نجيب محفوظ.. فتوة الجمالية» إنتاج الحاج أحمد السبكي وبطولة نمبر زفت!!
رحم الله نجيب محفوظ.. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.