مقالاتمقالات كتاب الموقع

طيب!!! حسام فتحي يكتب: ثورة .. سياحية

استفزني خبر نشرته صحيفة عربية منسوب إلى إحصائيات منظمة السياحة العالمية يضع مصر في المرتبة السادسة عربياً من حيث عدد السائحين.

اقرأ أيضا

طيب!!! روح 6 أكتوبر.. بقلم : حسام فتحي

وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، ليملأ الصحف والمواقع العالمية والعربية والمصرية مسبباً قدراً كبيراً من الغضب والدهشة والاستفزاز، بالرغم من أنني حاولت الوصول إلى إحصاء منظمة السياحة العالمية نفسه.. وفشلت!!

كما بحثت عن أي تعليق أو تصويب أو تصحيح أو توضيح رسمي أو شبه رسمي صادر عن أي جهة مصرية، فلم أجد سوى الصمت التام!!

يقول الخبر إن ترتيب الدول العربية الأكثر جذباً للسياحة تأتي في مقدمته المملكة العربية السعودية بـ 18 مليون سائح سنوياً، وهذا منطقي طبعاً بسبب الحجاج والمعتمرين، ثم تأتي الإمارات في المرتبة الثانية بـ 14.8 مليون سائح، وهذا معقول فقد تحولت دبي إلى «جنة المشترين»، ويجيء المغرب ثالثاً بـ 11 مليون سائح، تليه سورية بـ8.5 ملايين سائح (!!) فتونس في المركز الخامس بـ 5.7 ملايين سائح.. وأخيراً مصر المحروسة في المركز السادس بـ 5.2 ملايين سائح؟!

انتظرت قليلاً حتى أتمالك غضبي قبل أن أكتب، وتساءلت: لماذا نحن في هذه المرتبة؟ وكيف نفشل في جذب السائحين رغم كل المقومات «الهائلة» التي حبا الله بها مصر، والتي لا نمل من تكرارها: جو معتدل على مدار العام .. لا صقيع في الشتاء .. ولا قيظ في الصيف، وشواطئ ساحرة، وأكثر من ثلث آثار العالم، وكل مقومات السياحة الدينية للأديان السماوية الثلاثة، والكثير.. والكثير.. ثم أضفنا لذلك في السنوات الأخيرة شبكة طرق «محترمة»، فلماذا لا ننجح في جذب عشرات الملايين من السائحين كفرنسا وإسبانيا؟

إذا كان الخطأ لا يكمن في الطبيعة والمنشآت فلا بد أن نكون «نحن» أحد أهم أسباب فشل جذب السائحين، نعم.. فلا أجد سبباً آخر.. فرغم جمال القاهرة وعبق تاريخها الذي يتعدى الألف عام، بمتاحفها ومبانيها إلا أن السائح الذي يوقعه حظه العثر في السير في شوارعها مازال يتعرض للمضايقات والاستظراف بل والتحرش دون رادع، ولا يستطيع أن يستخدم وسائل المواصلات العامة، ولا سيارات الأجرة دون أن يتعرض للفهلوة والتذاكي من قائديها، الذين يدعون عدم وجود عدادات تعمل أو طرق شرعية لدفع الأجرة، وكل سائح ومدى «كرمه»!!

ناهيك عن «غتاتة» بعض البائعين في خان الخليلي والهرم وممشى خليج نعمة بشرم الشيخ، وكم وقعت المشاكل نتيجة «لمس» البائعين للسائحين والسائحات، بدعوى جذبهم للشراء، أضف إلى ذلك العديد من السلبيات التي طالما نادى المخلصون بالقضاء عليها دون جدوى.

خلاصة القول إننا بحاجة لثورة حقيقية في «مفاهيم» التعامل مع السائحين تعيد للمصريين «سمعتهم»، وتعيد لمصر مكانتها التي تستحق.. وتعيد السائحين لزيارة مصر.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى