مقالاتمقالات كتاب الموقع

طيب!!! حسام فتحي يكتب: السيسي في الدوحة

في السياسة لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة، بل مصالح دائمة، وما حدث كان لا بد سيقع يوماً ما فيستحيل أن دولتين كمصر وقطر تظل علاقتهما «متوترة» إلى الأبد، وإذا نحينا جانباً ـ مع أهميتها ـ علاقات وصلات الدم ووشائج القربى والدين واللغة والمشاركة في البناء والتنمية، تبقى هناك «المصالح» الاقتصادية والسياسية للشعبين الشقيقين والتي حتماً ستلتقي.. وتتوازى.. وتتقاطع، وتلك طبيعة العلاقات بين الدول.

اقرأ أيضًا.. أمير قطر: سعدت بزيارة أخى الرئيس عبد الفتاح السيسي للدوحة

كانت ذروة الخلاف في يونيو 2017 عندما قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الديبلوماسية بقطر، ثم كانت المصالحة في يناير 2021 بتوقيع إعلان «العلا»، وزار سمو أمير قطر مصر في 24 يونيو الماضي واستقبله الرئيس المصري في مطار القاهرة، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من العلاقات، ثم جاءت الزيارة الحالية للرئيس السيسي إلى الدوحة على رأس وفد رفيع المستوى تلبية لدعوة سمو أمير قطر.

وهناك أسباب عديدة تكسب زيارة الرئيس السيسي للدوحة أهمية خاصة، فهناك ملفات متعددة تم بحثها منذ يونيو وحتى اليوم.

فعلى المستوى السياسي تحتاج المنطقة إلى تنسيق مواقف جميع دولها، ونسيان التباينات الثنائية لمواجهة الأخطار الخارجية التي تحيطها من كل اتجاه سواء من «جيران» لهم حدود مباشرة، أو بتداعيات سياسية يعانيها العالم عموماً، والمنطقة على وجه الخصوص، بما سيغير موازين القوى خلال أشهر قليلة مع استمرار الصراع على أراضي أوروبا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تواجه المنطقة ردود الفعل العنيفة لمرحلة مواجهة جائحة كورونا، وتعثر إمدادات القمح، وأزمة «الغاز»، وهي عوامل أحدثت صدوعاً وشروخاً في اقتصاديات الدول، ومصر وقطر معنيتان بشكل كبير بملف «الغاز» في المنطقة، «ويتحتم» عليهما «تنسيق» المواقف.

ولا شك أن ملف «جماعة الإخوان» يظل أحد الملفات المهمة التي لم يتوقف التنسيق والنقاش حولها بين «الأجهزة» المعنية في البلدين طوال الفترة الماضية، ويبدو أن هذا «الملف الساخن» في طريقه للحل، وإن اتفقت جميع الأطراف على استبعاد وضعه كعصا في عجلة المفاوضات أو «عقدة في منشار»، كما يقول المثل المصري، وأن يتم تفعيل وتسريع التوصل لتفاهمات في الملفات الأخرى، بالتوازي مع استمرار مناقشة ملف «الإخوان».

.. وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى