طيب!!! بلد «سناتر» صحيح بقلم : حسام فتحي
سمِّها مراكز التعليم الخاص، أو The Centers، أو «السناتر» حسب ما يتداول الجميع اسمها، أيا كان الاسم، فالمحتوى فيه «سم» قاتل.. زعاف، يكشف استسلام الدولة ورفع الراية البيضاء، وفشل تطوير التعليم.. وليغضب من يغضب!
اقرأ أيضا
طيب!!! حلم .. على الطريق بقلم : حسام فتحي
أعلم أن الموضوع «قُتل بحثاً» منذ أطلق وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الجديد د.رضا حجازي، قنبلة «تقنين» و«حوكمة» «السناتر» على طريقة ما لا تستطيع أن تغلبه.. انضم إليه!!
انقلبت الدنيا ولم تعتدل حتى اليوم، وصدحت برامج «التوك شوز» ما بين معارض ومؤيد، وتم استدعاء الوزير لمجلس النواب، وصفق له نواب الأمة.. وكاد يخرج محمولا على أعناق نواب «استنخبهم» أهالينا الطيبون!ا
وترحم المعارضون على د.طارق شوقي وزير التعليم السابق، ولسان حالهم يقول «إحنا آسفين يا شوقي».
خرج المؤيدون بمقولة إن الدروس الخصوصية تمثل ثقافة تجذرت داخل المجتمع المصري، و«السناتر» هي ثمرتها وحصادها، حجم اقتصادها 47 مليار جنيه، ولابد من الاعتراف بها وحوكمتها والسيطرة عليها وأخذ حق الدولة منها!!
ويقول المقترح بإنشاء شركة لإدارة «السناتر» تقنن أوضاع المدرسين، وتتأكد من مؤهلاتهم، وتحمي أولياء الأمور من «الجشع».. وأيضا تحصل حق الدولة من الضرائب.. وخلافه!
يا سادة يا كرام.. ما يحدث مفجع ومؤلم ولا يمكن لوطني محب لبلده السكوت عنه، هل أصبح دور وزارة التعليم جباية الأموال لصالح الدولة؟.. وتقنين «الفساد»؟ نعم «الفساد» فما انتشار الدروس الخصوصية في «السناتر» وانحدار مستوى التعليم، وانهيار دور المدارس الحكومية إلا أحد وجوه «الفساد»!..
وبدلا من استمرار نهج الإصلاح، وتواصل استنساخ التجربة اليابانية أو تقليد «الفنلندية» نرفع الراية البيضاء أمام إغراء حصة الدولة في الـ 47 مليارا!
أين حق «جميع» المصريين في الحصول على التعليم المجاني (واقعيا لم يعد موجودا)؟.. وأين مقولة طه حسين الخالدة: إن التعليم كالماء والهواء؟
استكملوا ما بدأه د.طارق شوقي مع إعادة ترتيب الأولويات، وارجعوا للعقل والمنطق والدستور، وأعيدوا «للمدرس» كرامته، وللمدارس هيبتها.. وللتعليم أهميته.. رحمكم الله.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.