مقالاتمقالات كتاب الموقع

طيب!!! المصافحة.. والمصالحة.. والمسامحة (2) بقلم : حسام فتحي

بعد مرور قرابة 10 سنوات على «التوتر الشديد» للعلاقات بين القاهرة وأنقرة، هل حان وقت المصالحة؟ سؤال طرحه الشارع السياسي في البلدين عقب «المصافحة» الأولى للرئيسين السيسي وأردوغان والتي تمت في الدوحة أثناء حضورهما افتتاح كأس العالم.
ألمح الرئيس التركي للصحافيين في طائرة العودة من الدوحة إلى «مؤشرات» قدمتها أنقرة للقاهرة، دون إفصاح، وأعتقد أنه قصد «التحقيق» الجزئي لأحد أهم مطالب القاهرة العشرة لعودة العلاقات ألا وهو إسكات قنوات وأبواق «جماعة الإخوان» التي تتخذ من الأراضي التركية منصة لها، فاضطرت بعضهم – مثل معتز مطر – لمغادرة تركيا واللجوء لبريطانيا، كما قررت إيقاف برامج لمذيعي «الإخوان»: محمد ناصر وحمزة زوبع وهشام عبدالله، ومنعت ظهور هيثم أبوخليل على قناة «الشرق»، واتخذت موقفاً «إيجابياً» تجاه حسام الغمري، فاحتجزته بتهمة التخابر مع دولة أجنبية بتهمة التحريض على العنف ضد مصر فيما عرف بحراك 11/11 الفاشل.

اقرأ أيضاً.. طيب!!! المصافحة.. والمصالحة.. والمسامحة (1) بقلم : حسام فتحي
وتسبب التشدد التركي مع قيادات ورموز «الجماعة» في استشعار هؤلاء للخطر، واحتمال تعرض التنظيم لعواقب بداية التقارب بين أنقرة والقاهرة ووصل الأمر الى البدء في تغيير أسماء الكيانات والشركات والروابط التابعة للجماعة والتي تحمل دلالات «إخوانية» مثل جمعية «رابعة» وطلاب ضد الانقلاب وغيرهما، ووصل الأمر لمنعهم استخدام مصطلح «الانقلاب» ذاته في فضائيات الإخوان التي تبث من تركيا.
والسؤال هنا: ما الذي تنتظره تركيا من مصر في المقابل؟.. وهل يكفي القاهرة ما قدمته أنقرة؟
السؤال الأول أجاب عنه الرئيس أردوغان عندما قال: مطلب بلادي الوحيد من المصريين أن يقولوا لمن يتخذ مواقف معادية ضد تركيا في منطقة المتوسط «نريد إرساء السلام في المنطقة».
أما الشق الثاني من السؤال فلم يخرج من القاهرة أي تعديلات أو إضافات على «شروط المصالحة» التي حددتها مصر منذ أعوام، والتي تلخصت وقتها في التزام أنقرة بالقانون الدولي للبحار حتى يتم ترسيم الحدود البحرية، وعدم حدوث اتفاق مصري – تركي منفرد بمعزل عن اتفاق شامل على الحدود البحرية مع اليونان وقبرص، وخروج تركيا من ليبيا، وإبرام اتفاق ملزم يمنع التدخل في سورية والعراق (تتوغل القوات التركية في أراضي الدولتين الآن)، وقف جميع المنابر الإخوانية التي تهاجم مصر ودولاً خليجية من الأراضي التركية.
وطبعاً في السياسة لا عداوات أو صداقات دائمة.. بل مصالح تتصالح أو تتعارض.. والأيام المقبلة «حبلى» بتطورات متسارعة.
أدعو الله أن تكون خيراً للجميع.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى