الوحدة العربية برأس النصيري.. بقلم/ أسامة جلال
ما شاهدناه بالأمس بعد فوز المغرب على البرتغال بهدف وحيد وصعودها لدور الأربعة في مسابقة كأس العالم لكرة القدم يجعلنا نعود للحلم القديم (الوطن العربي) الكبير.. هذا الحلم الذي يراود السذج وأنا منهم.. والطيبين والمتسامحين.. والطامحين لمستقبل أفضل لوطننا العربي.. والنابهين وأيضا المستشرفين للمستقبل والمؤمنين بأن في الوحدة والتعاون قوة وثبات ومقدرة على تخطي كل صعب.
أعلام المغرب العربي الشقيق ملأت الشوارع من المحيط للخليج.. سمعنا أصوات الهتافات مع كل هجمة للفريق المغربي وكل فرصة ضائعة تماما كفرص كثيرة مرت على أمتنا دون استغلالها.. ضاعت وسط أحقاد الغرب ومشاحناته وزرعه للفتن بين دول أكبر قوة في العالم في جميع المجالات.
ونهج الغرب منهجا عظيما في تشرذمنا.. فرق بيننا فأصبح السيد وخلق المشكلات بين الأخ والشقيق.. زعم ويزعم وسيزعم أننا نكره بعضنا ولا مصلحة لنا مع بعضنا.. أضعفنا في كل المجالات بأفعال شيطانية وخطط مدروسة اتبعوها منذ عقود طويلة فدمروا حضارتنا وأمجادنا وسيادتنا للعالم وبخاصة بعد أن أصبح الإسلام هو ديننا الموحد – باستثناء قلة قليلة نحبهم – تماما كلغتنا وكطبيعة أرضنا جغرافيا والتي درسنا الكثير منها في مدارسنا التي دمرت أيضا مع مرور الزمن.. وحبكوا الخطة لتغيير المناهج وزرعوا بذور الشقاق فيها وسط بلاهة غير مسبوقة من القائمين على شؤوننا.
هذا حكيمي يمررها لأوناحي لتصل إلى بوفال فيمررها إلى زياش ليرفعها على رأس النصيري ليحرز الهدف معلنا بداية لوحدة عربية كروية بزعامة بونو والمرابط والمجموعة من أبطال أسود الأطلسي.. ولتصبح الرباط عاصمة لوحدة عربية مؤقتة ما أن تنتهي البطولة أو يخسر المنتخب المغربي لتزول من جديد ويبدأ الشقاق والتشرذم.
الحلم القومي العربي الذي دُمر.. يعود إلى الواجهة بأقدام الشباب المغاربة فهذا برج القاهرة وبرج خليفة وابراج الكويت وغيرها من معالم الوطن العربي تتزين بعلم المغرب.. وهذا مشجع عربي كويتي من أقصى شرق الوطن العربي يقسم بأنه سيُطلق على ولده اسم محمد السادس في أقصى غرب الوطن تيمنا بالمغرب.. وها هي الجماهير العربية في كل البلدان تطوف فرحا بفوز الأسود العربية المغاربية.. وها هي المقاهي تمتلئ لمؤازة الحلم العربي تشجيعا وهتافا.. في إشارة إلى رضا الجماهير العريضة عن الوحدة طالما حققت النجاح (وفي الفشل لا نعرف بعضنا)!!!
الحلم القومي العربي راود الكثيرين قديما ومازال يراود البعض حديثا.. لكن التفاوت بين الثروات والاحوال المعيشية المختلفة بين هذا البلد العربي وذاك تقف عائقا أمام أحلام فردية في العيش الرغيد والرفاهية المؤقتة لدى الكثيرين.. ولكن الأمل مازال ولازال باق رغم كل ما يزرعه الغرب من فتن.. وما يتمسك به أصحاب الرؤى القاصرة.
حلم الوحدة يحتاج إلى رجال بصدق.. رجال من مواصفات خاصة.. لديها التسامح والصلابة.. الصبر والعمل والتغاضي عن الإساءة والسعي إلى الهدف بكل قوة في صد الهجمات المغرضة والدعوات الحاقدة والنفوس المريضة.. والرؤى القاصرة.
كلمات نكتبها عن الحلم.. مجرد كلمات تجول في خاطري.. ربما في المستقبل الذي نشك أن نراه ونحن أحياء يتحقق الحلم وربما نعلم ونحن في قبورنا أن الحلم تحقق بعد أن تمدد اليأس..
أخيرا.. نتمنى للأسود أن يفوزوا ويفوزوا أكثر في الأيام القادمة لنفتخر أكثر بوحدتنا الكروية.