الكاتب والمفكر العربي
«علي محمد الشرفاء الحمادي» يكتب: أين العالم العربي من التحديات التي تواجهها الشقيقة الكبري...؟؟!!
ألا تعي الدول العربية، أن العالم العربي يمر اليوم بمنعطف تاريخي خطير، حيث تواجه أكبر دولة في العالم العربي خطر المجاعة، والعطش للقضاء على نهضتها وتقدمها وما تحقق من إنجازات على أرضها تفوق الخيال وتنتصر على المحال…..؟؟!!.. فكم قدمت مصر من تضحيات في سبيل القضايا العربية، وكم من القرابين من أبنائها تقدموا متطوعين بأرواحهم ودمائهم عن الأمة العربية.
واليوم، نرى التخاذل من الدول العربية، والتردد من الوقوف مع شقيقتهم الكبرى مصر، ودعمها إزاء سلطة مجنونة تسعى لخلق حرب إقليمية تحرق الأخضر واليابس نتيجة تعنت وتكبر واستبداد لرئيس حكومة اختطف السلطة في إثيوبيا، وقرر أن يمنع جريان نهر النيل الذي جعله الله مصدرا لحياة مائة وخمسون مليون من البشر من التدفق إلى دولتي السودان ومصر منذ ملايين السنين .
إن ما يقوم به من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بكل إصرار وعناد ودون تقدير، سواء أكان ذلك فيما يتعلق بخطته في تعطيش كل من: مصر والسودان، أو إبادة شعبه – كما سيتسبب آبي أحمد في أخطار لا يعلم مداها إلا الله على الشعب الإثيوبي، الذي بدأ باغتيال مواطنيه في إقليم تيجراي، و مصادرة الحريات، واغتصاب الفتيات، وارتكاب مجازر ضد حقوق الإنسان، وتكميم أفواه المعارضة بل وقتلهم وسجنهم حتى لا يقفون في وجهه وهو يقود شبه إلى الكارثة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين هم حماة حقوق الإنسان، ورعاة الإنسانية من الدول العربية والولايات المتحدة، التى تعلن كل سنة بيان انتهاكات حقوق الإنسان في مختلف دول العالم….؟!، فهل عميت عيونهم عما يجري في إثيوبيا، أم أن حقوق الإنسان يثيرون قضيتها عندما تخدم مصالحهم….؟!.. تلك معايير ظالمة تتعارض مع جميع القيم والأخلاق ومواثيق الأمم المتحدة.
أما الدول العربية، فذلك شأن آخر مصير مشترك يربط بين الشعوب العربية، كما أوهموا العالم العربي منذ أكثر من سبعين عام واتفاقية الدفاع المشترك التي وقعتها الدول العربية على مايبدوا أنها ضاعت بين التطلع من كل دولة ليكون لها دور في قيادة العالم العربي بأي ثمن وبكل الوسائل لايهمها سقوط أنظمة في الدول العربية أو تدمير بعضها.
فالمهم أن يكون لها دور ومكانة في الإعلام العالمي يذكر اسمها صباحاُ ومساءاً ويسبح الناس بحمد قادتها.. أين الموقف العربي الموحد في مواجهة عدوا جاهل حاقد، وكائن لم يحلم أن يكون حارساً على باب رئاسة الوزراء؟، فجأة يرى نفسه على رأس الحكومة، ويبدو أن مدة حكمه كانت قصيرة، فأبى أن يتبخر حلم هو صمم على الاستمرار بمساعدة جائحة كورونا لتكون حجة في تأجيل الانتخابات، كما سيتخلص من معارضيه الذين هم أكثر كفاءة ووعياً وإدراكًا لمصلحة الشعب الإثيوبي.
لقد، تم لآبي أحمد ما أراد بمباركة غير مباشرة، وهو صمت الدول العربية على ما يقوم به ضد مصر والسودان بشن حرب ظالمة لتعطيش مصر وإغراق السودان بالفيضان، وفلسفته أنا ومن بعدي الطوفان، ومعه دعم مباشر من إسرائيل صاحبة المصلحة الأولى المستمدة من سفر إشعيا وتمنيات الأحبار منذ ألفي سنة لتجفيف مياه النيل ومعهم بعض الدول الغربية والبنك الدولي الذين يدعمون الحكومة الغير شرعية التي اختطف رئيسها السلطة رغما عن الشعب الاثيوبي بالمال وبالصمت على جرائمه ويمنحونه الضوء الأخضر ليحقق ما يريد، فتكالبت الكلاب والثعالب والذئاب على الأشقاء في مصر والسودان.
واليوم سيجل التاريخ الموقف العربي المتخاذل والمهزوم الذي يرتضونه ليكونوا هم وثرواتهم أداة في أيد مستعمريهم التاريخيين الذين احتلوا الوطن العربي ودمروا ثقافة أبنائه وسرقوا آثار أجداده وترتثه وهدموا مدنه وشردوا أبنائه كما حدث في الجزائر وليبيا في الماضي وما ارتكبوه من جرائم ضد الانسانية في العراق وسوريا واليمن والصومال بالأمس القريب لم تجف الدماء التي ارتكبوها ضد الشعوب العربية وإذلالهم بكل الطرق والشماتة.
فنداء أخير للقادة العرب إما الوقوف مع أشقائهم الذين فرضت عليهم حرب عبثية مجنونة شيطانية ليسجل التاريخ مصداقيتهم في حماية الأمن العربي المزعوم واترام تعهداتهم لتنفيذ اتفاقية الدفاع العربي المشترك وإما يكتبهم التاريخ أنهم ارتضوا بمحض ارادتهم بأن يكونوا في سجلات الهوان والذل والنفاق.
أليس كان من المفروض الدعوة لاجتماع عاجل يتسابق له القادة العرب لكبح جماح قيادة معتوهة لا يهمها شعبها ولا الشعوب المجاورة، وليحترق الجميع كما أحرق نيرون روما ليخرج لنا التاريخ اليوم نيرون إثيوبيا. وإذا فشل العرب في اتخاذ موقف مشرف في هذا المعطف التاريخي الذي سيُحدد مستقبلهم ومستقبل الأجيال العربية إما تكون أو لا تكون. والسلام على أمة تاهت وضاعت بين الأحلام والأوهام .