الإضرابات تشلّ فرنسا احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد والغلاء
قام سائقو قطارات ومعلمون وعمال مصاف وغيرهم في فرنسا بإضراب عن العمل أدى إلى إلغاء رحلات جوية، وأرصفة قطارات خالية من الركاب، وانقطاعات في إمدادات الكهرباء، وتوقفت حركة السفن في بحر المانش بين كاليه ودوفر، احتجاجا على خطط الحكومة لرفع سن التقاعد عامين إلى 64 عاما. وتواجه النقابات العمالية تحديا لتحويل هذه المعارضة إلى إصلاح وتحويل الغضب من أزمة غلاء المعيشة إلى احتجاج جماهيري من شأنه أن يجبر الحكومة في نهاية المطاف على تغيير خططها. وأشار قادة النقابات إلى أن إضراب امس ليس إلا بداية.
وجاء في تقديرات لوزارة العمل أن رفع سن التقاعد عامين وتمديد فترة استحقاق الدفع قد يدر 17.7 مليار يورو (19.1 مليار دولار) كمساهمات تقاعدية سنوية، ما يسمح للنظام بتحقيق التوازن بحلول عام 2027. وشهدت حركة وسائل النقل العام اضطرابات شديدة. ولم يعمل إلا ما بين 1 من 3 و1 من 5 فقط من خطوط قطارات (تي.جي.في) عالية السرعة، ولا تعمل تقريبا أي قطارات داخل المناطق أو بينها. وفي باريس تم إغلاق بعض محطات المترو وتعطلت حركة السير بشدة، مع تشغيل عدد قليل من القطارات.
وأدت الإضرابات الضخمة إلى إلغاء رحلات جوية، وأرصفة قطارات خالية من الركاب، وطلبت المديرية العامة للطيران المدني من شركات الطيران إلغاء رحلة واحدة من أصل خمس رحلات في مطار باريس أورلي، كما تم تقييد خدمات القطارات بشدة. وعرضت وسائل الإعلام صورا لأرصفة قطارات خالية من الركاب في باريس وذكرت أن هناك احتجاجات في المدارس الثانوية.
وبحسب التقارير الإعلامية، شارك في الإضراب ما بين 70 و100% من القوى العاملة في مصافي توتال إنرجي، وتوقفت كذلك عمليات إنتاج الكهرباء.
ووفقا للميناء البريطاني في دوفر، فإن جميع الخدمات من وإلى الميناء الفرنسي في كاليه توقفت منذ السابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وأضاف الميناء أن السفن تسير بصورة معتادة من وإلى دونكيرك في فرنسا. وجاء عمال القطاع العام في طليعة المضربين، وتوقف 7 من بين 10 معلمين بالمدارس الابتدائية عن العمل، حسبما ذكرت نقابتهم. وفي باريس، حاصر الطلاب مدرسة ثانوية واحدة على الأقل دعما للإضراب.