مقالاتمقالات كتاب الموقع

طيب!!! أنتش.. وتخلّف بقلم : حسام فتحي

كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهراً وقد خففت الإضاءة في مكتبي مستمتعاً بفنجان القهوة وصوت «الكنج» ينساب شجياً دافئاً وهو يقلب مواجع الذكريات كعادته: «اللي باقي من صحابي من سجل الذكريات.. ضحكة عالية.. دمعة غالية.. كام مكالمة وإفيهات».. لأفاجأ به داخلاً.. مقتحماً.. عاصفاً.. مهاجماً..: «يا ريس هو لسه في حد بيسمع الكلام ده؟! احنا في زمن الترند، فيه «أنتش وأجري»!

استعذت بالله من الشيطان الرجيم، وحاولت ألا أخرج من أجواء فنجان القهوة وشجن محمد منير، ورددت بهدوء: هي وصلت إن حضرتك تقول لي: «أنتش وأجري»؟!

هل ارتفعت أخلاقك من مستوى السوقة والدهماء إلى مصاف النشالين وقطّاع الطرق والخطافين و«السرسجية»؟

نظر لي صاحبنا تلك النظرة البلهاء التي تعبر عن انه يتحدث في وادٍ وأنا أرد من فوق جبل آخر.. وقال: ما دخل الأخلاق فيما أقول؟ أنت تسمع منير، وأنا أيضا أتحدث عن الأغاني والمزيكا، وواضح أنك غير متابع، يا سيدي «أنتش وأجري» دي ليست شعاراً للصوص الجدد، ولا دعوة للخطف و«التثبيت»، دي أغنية مكسّرة الدنيا وراكبة «الترند» ومش عاوزة تنزل، آه والله «زيمبئولك كده» وحضرتك كاتب ولازم تكون متابع كل حاجة، فما بالك بـ «ترند» قالب المحروسة وتغلغل في الدول الشقيقة، قال ذلك وهو يقترب من لوحة الكتابة وينقر عليها ليظهر شاب في أواخر العقد الثاني يتراقص فوق «سطوح» منزله في أحد الأحياء الشعبية ويقلّد حركات مايكل جاكسون الراقصة في أغنيته الشهيرة «Smooth Criminal»، وهو يهذي بكلمات غير مفهومة، ومخارج حروف تذكرك بطريقة «اللمبي» في الكلام، وفي قلب هذا الهذي، يقول «أنتش وأجري»، عرفت فيما بعد ان اسمه «هيثم أحمد» ويطلق على نفسه «ويجز الغلابة»، حتى لا يختلط مع المغني الشهير «ويجز» والذي لا أعرفه أيضاً!!

المهم بعد أن انتهى المقطع، وملامح عدم الفهم كست وجهي، أعاد الزميل «الرايق» المقطع مرة أخرى.. ربما أستوعب «عبقرية» الأداء بعد فشلي في فهم الكلمات، غير أنه استدرك نفسه ورجع للخلف خطوتين عندما لاحظ أصابعي وهي تقبض على «فاتحة الخطابات» المعدنية، واقترب من الباب خارجاً وهو يقول: مش مصدقني، والله «ترند» وأكبر شركة اتصالات عرضوا على هيثم شراء «أنتش وأجري» بـ 450 ألف جنيه لوضعها «كول تون».. صحيح سارعوا بالنفي بعد الهجوم عليهم لكنهم فعلوها.

تذكرت ترند البطة «شايمااااء»، وتساءلت: من المسؤول عن انحدار الذوق العام؟ وإلى متى؟.. وما الحل؟.. ولا رايحين بينا على فين يا فنانين مصر؟!!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى