الكاتب العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب: السلام أساسه العدل
لماذا يحدث الصدام بين الناس، وينشأ النزاع ويتحول إلى صراع بين الأفراد أو القبائل أو بين الأسر أو بين الدول؟ ولماذا تشتعل الحروب، وتستعر المعارك، ويسقط فيها الأبرياء قتلى بالمئات أحيانًا، و بالآلاف والملايين أحيانًا أخر ى؟ والسبب في كل ذلك هو اعتداء طرف ظلمًا على طرف آخر، لاستباحة حقه، ونهب أمواله والاستيلاء على ثرواته، وأرضه وتشريد أهله.
اقرأ أيضا
وحينما يسعى العالم كله لتحقيق السلام، لابد أن يضع العدالة أساسًا للسلام، وإجبار الطرف المعتدي على إعادة الحقوق لأصحابها، حتى يعُم الأمن والاستقرار، وتتم المحافظة على السلام، ويتعاون الطرفان المتحاربان لحماية الأمن والسلام، ويتحول الخصام إلى وئام، ومشاركة بينهما للمحافظة على السلام بكل الوسائل المتاحة.
وبذلك ينصرف كل منهم للعمل في التعمير والتطوير، للارتقاء بمواطنيهم لتعويضهم عن ما فات من حياتهم في الصراع والنزاع، إذ أن السلام إذا لم تكن قاعدته العدل فهو سلام لن يكتب له التوفيق تأكيدًا لقول الله سبحانه:
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» سورة النساء : 58).
ولو اتبع الناس التشريع الإلهي في التعامل بين الناس على كل المستويات، أفرادًا وجماعات وقبائل ودول لَتحقق للعالم الأمن والاستقرار والسلام.
فلينظر الإنسان إلى تصرفاته مع الناس، ويمنع طمعه وجشعه بارتكاب جريمة الظلم التي حذرنا منها الله سبحانه في قوله: “وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا» الكهف : 59)
وفي أقواله سبحانه: “تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» (القصص : 83).. وقوله تبارك وتعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» (إبراهيم : 42).. وقوله سبحانه وتعالى: ” وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» (البقرة : 57).. وقوله عز وجل: “فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» (البقرة : 59).
ويقول سبحانه وتعالى: “فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين» (البقرة : 193).. وقول تبارك وتعالى: “وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (المائدة : 51).. وقوله سبحانه وتعالى: “” فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» (الأعراف : 44).. وقوله عز وجل: “”ولَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ» (هود : 113).. وقوله تبارك وتعالى: “إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (إبراهيم: 22).. وقوله جل شأنه: “وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا» (الفرقان : 37).
وقوله سبحانه مخاطبًا النبي داوود عليه السلام: “يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ» (ص : 26).. فليتق الناس ربهم وليخشوا عقاب الله يوم الحساب.