أخبار مصر

السيسي يتلقى اتصالًا من غوتيريش ويؤكد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية

تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالًا هاتفيًا من أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، تناول المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وخلال الاتصال، أكد الرئيس السيسي على أهمية التوصل إلى اتفاق شامل يضمن مسارًا سياسيًا واضحًا يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، مشددًا على ضرورة التوافق حول التفاصيل التنفيذية لضمان استدامة الهدوء على الأرض، ومنع تجدد الصراع مستقبلاً.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الأمين العام أعرب عن تقديره الكبير للدور المصري في إدارة ملف الوساطة ووقف إطلاق النار، مشيدًا بجهود القاهرة في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بالتعاون مع الأمم المتحدة والهيئات الإغاثية.

وأشار غوتيريش إلى ضرورة نشر قوات دولية في غزة لمنح الاتفاق شرعية دولية، والدعوة إلى بدء إعادة الإعمار تحت إشراف أممي، مع التأكيد على أهمية دعم وكالة الأونروا في مواصلة تقديم خدماتها للفلسطينيين.

من جانبه، جدد الرئيس السيسي تأكيده على أن التحرك المصري يستهدف تحقيق سلام شامل ودائم، قائم على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن مصر تواصل إرسال شحنات عاجلة من المساعدات الطبية والغذائية للقطاع، في إطار التزامها الإنساني والسياسي تجاه القضية الفلسطينية.

🔍 تحليل سياسي: مصر تعيد صياغة المشهد

يأتي هذا الاتصال في لحظة فارقة تمر بها المنطقة، ليؤكد مجددًا أن القاهرة لا تزال مركز الثقل في صناعة القرار الإقليمي، وأنها تتحرك بثبات لتحقيق توازن بين مقتضيات الأمن والاستقرار، وبين دعم الحقوق الفلسطينية.

فمنذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، تمسكت مصر بموقفها الرافض للحلول الجزئية أو المؤقتة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار لا يمكن فصله عن الهدف النهائي: الدولة الفلسطينية المستقلة.
تصريحات السيسي جاءت انعكاسًا لهذا المبدأ، حيث وضع الخط الفاصل بين الهدنة السياسية والسلام الحقيقي.

وفي المقابل، بدا أن الأمم المتحدة تسعى لاستعادة دورها في إدارة الصراع بعد سنوات من الغياب، من خلال الدعوة لنشر قوات دولية ومنح الاتفاق غطاءً قانونيًا. ومع ذلك، يظل التنفيذ رهينًا بتوافق القوى الإقليمية ورضا الأطراف المتحاربة، وهي معادلة لطالما أدارتها القاهرة بحنكة.

الاتصال أيضًا حمل رسائل متعددة للعالم:

أن مصر لن تسمح بانفجار جديد في غزة يهدد استقرار الإقليم.

وأنها مستمرة في دورها التاريخي كوسيط وضامن للسلام، في ظل غياب التنسيق العربي وتراجع الاهتمام الدولي.

كما أن البعد الإنساني الذي أشار إليه الرئيس والأمين العام معًا، يعكس إدراكًا عميقًا بأن إعادة إعمار غزة ليست مجرد عمل إغاثي، بل خطوة سياسية لتهيئة الأرضية للحل الدائم.

✍️ يكتبه: أمجد جلال

في زمن تتنازع فيه المبادرات وتتصارع فيه المصالح، تبقى القاهرة نقطة الاتزان الوحيدة التي تجمع بين الواقعية السياسية والموقف الأخلاقي.

فبينما تتغير التحالفات وتخفت الأصوات، تظل مصر قادرة على أن تقول كلمتها في لحظة الصمت الدولي:

لا هدنة دون سلام… ولا سلام دون دولة فلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى